الآخر
.............
مِنْ فَوهَةِ الأشواقِ
ينبثقُ النهارْ
مَلَّتْ حوانيتُ المدينةِ
......... الانتظارْ
والشيخُ يرسمُ لوحةً من صمتِهِ
خلفَ الجريدةِ عند أرصفةِ القطارْ ..
والشمسُ تغزلُ من خيوطِ النور
أفئدَةً تحلَّتْ بالسكينةِ والوقارْ ...
وتُلَمْلِمُ الآمالُ فينا ما هوى مُتَرَدِّياً
من بعضِ أجزاءِ القرارْ ....
وتُضَمِّدُ الجرحَ القديمَ وتتقي
زيفَ الهواجسِ إنْ تغلغلَ في المدارْ ....
وتعاودُ التدويرَ في النفسِ التي
رسمتْ خرائطَها بقايا الانكسارْ ....
وتَعَفَّنتْ بِرَكُ التخلُّفِ حيثما
قُتِلَتْ مشاعرنا بأنيابِ اعتذارْ.....
وتأَلَّقتْ بَسَماتُ زيفٍ بيننا
وتِشعَّبَتْ أْهْواءُ خَطْوٍ في المسارْ....
إنَّا على دربِ المحبةِ سائرونَ
فلا تدعْ في الأفقِ قوسَ الإِنْشِطارْ......
أنشئ على قبرِ الخلاف مدائناً
واصنعْ بحبكَ وردَ مائدةِ الحوارْ ....
وانسجْ طريقكَ واثقاً بخيوطِهِ
لا تركَنَنَّ إلى سهولةِ الانحدارْ.....
وارفقْ بأكبادِ المطايا إننا
نرنو بعيداً والمآربُ في الجوارْ.....
وانظرْ بعينِ الحارسينَ فإِنَّما
عينُ الحقيقةِ لا يواريها الغُبارْ.....
واعلمْ بأنَّ صلابةَ الفولازِ في
آمالنا يوماً يُسَيِّلُها انصهارْ........
وغداً تدبُّ الروحُ في أرجائنا
وترفرفُ الأغصانُ في هذي القفارْ......
وغداً يعود الحبُّ بين نفوسنا
فيردُّنا ويدُّكُ أَلْويةَ الحصارْ ......
إنِّي أحبكَ يا أخي فلربما
من بعضِ حبي قد يزول الإحتضار....
إني أحبك يا أخي وبهذهِ
تغدو مسافاتُ التنائي لاختصارْ.....
فأنا وأنتَ أصابعُ الكَفِّ التي
يعلو بها شأنُ الحضارةِ والفخارْ .....
وأنا وأنت نتاجُ أحبار الألى
بدمائهم كتبوا روايةَ الانتصار ......
عوض الزمزمي
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق