الخميس، 30 يناير 2020

الشاعر محمد أحمد الديم .. بيان الأسى

بيان الأسى
***
على رمــادِ المآســي ظِــلّهُ سـَـجدا

             فالبؤسُ منذُ غشاهُ أذهبَ الجَسدا

أمسى إمامًا يؤمّ البائسين وما

                أدّى صلاةً طوال العمرِ مُنفردا

ما إن يُنادي صلاةُ البؤسِ جامعةٌ

             إلا تداعى إليهِ الشّعبُ واحتشدا

لصوتهِ رغم ما قاساهُ من شظفٍ

            في كلِّ أُذنٍ تعاني ما يُعاني صدى

حتّى إذا اجتمعوا من بعدِ فرقتهم

          وسادَ صمتٌ ,غشى الإنسانَ والبلدا

رقا على منبرِ الإصرارِ مُنحنِيًا
   
           على احتمالِ المآسي ظلّهُ اعتمدا

تأمّلَ النّاسَ والأحزانُ تعصِرهُ

                ولملمَ الغمَّ في أحشاهُ ثمّ بدا

" باسمِ الرّحيمِ إلهِ الكونِ أحمدهُ

            حمدًا كثيرًا ولا أحصي لهُ عَددا

باسمِ الملايين من أبناءِ جلدتنا

           مَن يشتكون الضّنا والجورَ والكمدا

باسمِ الثّكالى وجرحى الحربِ في بلدي

            باسمِ اليتامى ومن عن أهلهِ فُقِدا

باسمِ المآقي التي جَفّت مدامعُها

         ألقي بيانَ الأسى في ساحةِ الشُّهدا

يا أيّها النّاسُ إنّ البأسَ مأثمةٌ

           فكم طموحٍ بسيفِ الحربِ قد وئدا

ما ندنوُ من فجرِنا المنشودِ إلا نَأى

              وفرّ من ليلِــنا كالــظلِّ مُبــتعِدا

وما فتحنا على سدٍّ يُحيطُ بنا

                بابًا إلى الودِّ إلا بالجفا وُصِدا

وما صنعنا دواءً نُستطبّ بهِ

                    مِمّا نعانيهِ إلا بالشّنا فسدا

فلتخرِسوا آلةَ الحربِ التي لفحت

                بجمرِ نيرانِها الأرواحَ والكبدا

فكلّما ذُرِفت دمعٌ لتطفِئها

             تأجّجَ البأسُ في الأوطانِ واتّقدا

وكلّما بالهنا غيمُ الأسى انحسرت

                  تبخّرَ الحزنُ حتّى دثّرَ البلدا

يا قومُ هل للأسى حدٌّ ببلدتنا

               أم لم تروا للمآسي ها هُنا أمدا

ربّاهُ قد مسّنا ضرٌّ وليس لنا

            سواكَ من ناصرٍ فالصّبرُ قد نفدا "

***
محمد أحمد الدِّيَم

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...