طَريقُ الوُصولِ لقَلْبي طويلْ..
طَريقُ الوُصولِ لقَلْبي طويلْ
مِنَ البَحْرِ حَتَّى تُخومِ النَّخيلْ
من الجُرْحِ يَرسُمُ نَهْراً غَزيراً
فَيُغري الحُقولَ بقَمْحٍ جليلْ
إلى سِربِِ سِلمٍ ببالِ الحَمامِ
يُمَنِّي القلوبَ بِسِحرِ الهديلْ
وَمِنْ قُبَّراتِ رَثَيْنَ هُدوءاً
على مَتْنِ غُصْنٍ بروضٍ ظليلْ
إلى صوتِ رَعدٍ بِأُذْنِ رَصاصٍ
يُسافرُ مَوتاً بِروحِ القَتيلْ
منَ البردِ حتَّى انسكابَةِ دِفءٍ
فُويقَ الرَّصيفِ لِطفلٍ عَليلْ
فلا تَهْمسي لي بِصَوتِ كَنارٍ
ولا ترمقيني بِطَرْفٍ كَحيلْْ
ولا ترتَجيني لعِشقٍ نَبيلٍ
فقَدْ ماتَ فيَّ الشُّعورُ النَّبيلْ
وصِرتُ سَراباً يَجوبُ الفَراغَ
وَ مَركبَ شَتٍّ يُجيدُ الرَّحيلْ
على ضِفتَيَّ ولائمُ فَقدٍ
ونَزْفُ دُموعٍ تُحابي المَسيلْ
وحُلمٌ أُهيضَ بمخلبِ حَربٍ
أحالَ البيوتَ كَثيباً مَهيلْ
وشهقةُ أنثى قَلتْها المَرايا
وفرَّتْ تُعاتِبُ قبْرَ الخليلْ
وراحَتْ تُمَزِّقُ عنْهُ الترابَ
وتَنْدَهُ هَيَّا لوَصلٍ جميلْ
فعادتْ تُصارِعُ وحشَ الفناءِ
بصَرخَةِ ظَبيٍ يُطيلُ العويلْ
وأعراسُ حُزْنٍ بِليلِ يتامى
يَموتونَ شَوقاً لِضَوءِ فَتيلْ
يَمُدُّونَ قَلباً لِنَظْرَةِ وُدٍّ
بِطَرْفٍ حَيِيٍّ حَشيمٍ كَلِيْلْ
وتُجُّارُ عًهْرٍ بِلَونِ البَغايا
أحالوا البلادَ بَعيراً هزيلْ
وَ قَوْمٌ تَخَلَّوْا عَنِ المَكْرُماتِ
وَ باتُوا أُسارى لِقالٍ وَ قِيْلْ
وَ بَاعُوا الضَّميرَ بِحَفنَةِ مالٍ
وَ وَهمِ قطافٍ لِمَجْدٍ ضَئيلْ
*** *** ***
أنا لا أجيدُ الغرامَ فتاتي
إذا كانَ زادُ البلادِ ذليلْ
فَلُمِّي حَنينَكِ عَنْ أضْلُعي
فليسَ إلى كهفِ قلبي سبيلْ
وظَلِّي سؤالاً ببالِ الأماني
إذا عادَ قلبي تكوني الدَّليلْ
وَمُرِّي على ذكرياتي صَهيلاً
فَإِنَّ الحنايا تُحِبُّ الصَّهيلْ
ونامي على زَنْدِ سُهدي طويلاً
فقدْ فَرَّ مني الهُجوعُ الطويلْ
ياسر فايز المحمد - سوريا - حماة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق