يا دارُ.....!
مازال يضربها كما الشيطانِ
حرباً تهز الكونَ كالبركانِ
في أدلب الأوجاعِ ينتقضُ الدجى
والموتُ ..صار معرةَ النعمانِ !
والعالمُ العربيُّ يصمتُ عاجزاً
وبه تهونُ كرامةُ الإنسانِ
يا دارُ أين الأهلُ يرحل ركبهم
بدم الأسى كتبوا على الجدرانِ
كلبٌ طغى يجتاحُ كلَّ فضيلةٍ
والشعبُ في هولِ الجحيمِ يعاني
حكامنا قد قيدوا أنفاسَنا
أمنوا إلى التهويدِ والصلبانِ
وضميرهم قد أغلقوا أبوابَه
وتلاعبوا بالشعبِ و الأوطانِ
غفلوا وباعوا للعروبة مجدَها
وتفننوا في القتلِ والطغيانِ
أسدٌ وليس له من اسمٍ في الورى
إلا كذئبٍ في الفعالِ جبانِ
لا تطلبي يا شام ُ عونَ ولاتنا
أخذوا عدو الشرق بالأحضان
أما الخليج شيوخه من كبسةٍ
ملؤوا الكروشَ بنعمة الرحمنِ
خُصيتْ بهم شيمُ الرجولةِ عندما
لم يشعروا بمرارةِ الحرمانِ
ودمشقُ ترفل في العذاب وليلها
حممٌ كما الشلالِ والطوفانِ
كيف الخلاصُ وقد تمادى قيدُه
وجرى يحطمها كما الشيطانِ
والشعبُ من هول القنابل في الدجى
حتى النهار يموج في الأحزانِ
لا تسألوا الأعرابَ بعضَ مدادهم
فهمُ مع الأعداء. كالأعوانِ
زفوا لهم نفطَ الخليجِ ليأمنوا
ومضوا لهم بالدفِّ والألحانِ
بئس الرجال همُ وبعض شيوخهم
بقر اليهودِ يدر بالألبانِ
وأدوا هنا خيلَ الرشيدِ وسيفَه
ومضوا حفاةَ المجدِ للميدانِ
جُمِعوا على دربِ المذلةِ أُجبروا
يمشون نحو الموتِ كالقطعانِ
وهنا الخليفةُ عنترٌ في شعبه
وإذا أتى الأعداءُ ..كالجرذانِ
ضجت بهم هذي السماءُ حزينةً
فالعار يملأ أعظمَ الخلجانِ
وترمب زف جيوشَه لبلادنا
سفنا تدكُّ النورَ في شطآني
بغدادُ تبكي والمواجعُ مقدسي
لبنانُ تشكو والجراحُ يماني
إن مات نذلٌ من ولاةِ بلادنا
ورث الحفيدُ الدارَ بالمجانِ
أو مات في هذي العصابةِ مجرمٌ
زفت كلابُ بلاطهِ بالثاني
قدري أنا العربيُّ عارُ عروبتي
سأظل من شبه ِ الرجالِ أعاني!
ماذا أقول ورعشةٌ ملكت يدي
واهتز من ويلِ العذابِ كياني
ودمي بمحبرتي يذوب من الأسى
وبكى على الأوراق بوحُ بياني
ماذا تفيد قصائدي ودمشقُ قد
صرخت وقالت :يا لظلمِ الجاني!!
سهمٌ أتى يدمي دمشقَ وأهلَها
فأتى يمزق بالجراحِ جَناني
مذ كنتُ طفلا والفؤادُ متيمٌ
فيها.. فيا للشوقِ في الريعانِ !
أبكي تلالَ الياسمين وأنسَها
وشذىً يغازل بالحنينِ جِناني
قومي دمشقُ من الجراحِ فإنه
نصرٌ مع الفجرِ المُلَوِّح دانِ
حتما ستنتصرُ الشعوبُ لحقِّها
ونرى عجابَ الله في الأزمان
أختاه إن العارَ يعرف أهلَه
ماعاد بعثُ الشرقِ في الإمكانِ
يا أمةً جبنت ًهان ولاتها
ودمشقُ تغرق في لظى البركانِ
لا تزعجوا حكامَّنا في نومهم
عدلوا.. فناموا بيننا بأمانِ !!!
واللاجئون بكل أرض شردوا
وأتى الصقيعُ عليهمُ أبكاني
الجرحُ باق يا شآمُ فإننا
من أمةٍ..... بُليت بكل ِّ جبانِ !
الشاعر
إبراهيم حسان
مصر
٢٢/١٢/٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق