الصعود على الجراحات
____________________
في ضرِّ غيري قد ملكت القدرا
و به على الأيام حزتُ الذِّكرا
ما حيلتي و جميع صحبي حلَّقوا
و على دروب المجد شادوا قصرا
إلا أنا ما اسطعت أبني سؤدداً
و حفرت في أدنى الأراضي قبرا
لا ذكر لي فيما سواي به ارتقى
من فعل خير فاتبعتُ الشَّرّا
إن كان فعلُ الشَّرِّ يعلي جانبي
فلأن أخوض غماره لا ضيرا
أو كان للنَّهر الجميع بحاجةٍ
فلكي أحوز الذكرَ أُدمي النَّهرا
أو كان في البحر الأنامُ معاشهم
فلسوف أنتنُ في مرادي البحرا
طيني رغامٌ ليس يُعرف قدره
فعسى بفعل الشرِّ يمسي تبرا
و أديمُ وجهي بالسواد قد اكتسى
فعسى بضرِّ النّاس يمسي نضرا
لا حول لي في طرق أبواب العلا
فمتى سأملك بين قومي الأمرا
طال انتظاري والقطار يفوتني
و عدمت في نيل العلاء الصبرا
ووجدتُ درب الشر أقصر مسلكاً
ووجدت فيه أن أغذَّ السيرا
لا بأس بالأرجاس تطلب غاية
إن كنت لا تجد الندى و الطهرا
إن كان حبل الود دونك فاتخذ
قطع المودة للمعالي جسرا
أو حال دونك نشر زهرٍ عاطرٍ
فاقطع بأرجاء الرياض الزهرا
أو حال سِرٌّ دون ما أمَّلته
فاكشف لتبلغَ ما ترومُ السِّرّا
أو كان فيما قد رجوتَ ظلامةٌ
لمعذَّبٍٍ فالظُّلمُ ثمّة أحرى
أو حال دون مناك حرقُ إهابه
فعليه أوقد كي تفوز الجمرا
حاذر تصدُّك عن مرادك رحمةٌ
فلقد ملكت بما تروم العذرا
في الناس من إن رام فيهم رفعةً
سكب اللآلئَ فيهمُ و الدُّرّا
ورأى بأن سبيله لمراده
فيهم بأن يسعى ويفعلَ خيرا
هذا سليم الفهم من أهل الحجا
من كان يبغي للمحبة نشرا
ونقيضه إن عاز قدراً سامياً
وجد الأذى له مسلكاً والضُّرّا
هل يستوي في الناس صاحب منصب
يبدي طلاقةَ وجهه والبِشرا
ملك القلوبَ بحبِّه و بسَمته
وله غدا مَن حولَه كالأسرى
مع من تجافى الناس عنه لسوءه
و عليهمُ فرض المودَّة قسرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق