مِنْ نبْرةِ الصّوتِ .. قبل الصّوتِ أقرؤُهُ
حرفًا بحرفٍ .. وما خابتْ قراءاتي
يقولُ "إنّي بخير" وهو مبتسِمٌ
والعين تفضحُ ما قدْ زاد عِلّاتي
فالعين كاسفةٌ .. والطّرْفُ منسدِلٌ
والثّغر جفّتْ به آقاحُ روْضاتي
أخشى عليه صُرُوفَ الدّهرِ .. قسْوتَها
حرَّ التّأوُّهِ منْ أنّاتِ وجعاتي
أخشى عليه جنوني .. إن خبا قبَسٌ
منْ ناظِريْه .. لألقى دربَ خطواتي
أخشى عليه سهاد اللّيلِ يرهقه
خدْشَ النّسيمِ .. ودمعًا رام مُقلاتي
أخشى عليه ضروبَ السّوءِ قاطبة
ينأى أضيعُ .. يغيب الأمس والآتي
أخشى عليه شكوكي .. غيرتي الحمقا
والحقّ أكره أن أبدي اعتذاراتي
واللّهُ يعلمُ كم أخفي صدى وجَعي
في الصّدرِ أكتم آلافَ الجراحاتِ
ما ضِقْتُ يومًا بحِمْلٍ عنه أحمِلُهُ
بل ضاق ليلي بجمرٍ قَدَّ وجناتي
ما عدتُ ألمسُ ذاك الدّفْءَ في يدِهِ
أشتاقُ وجْهَ صَفِيٍّ كان مرآتي
صمتي وَشَى بِي .. فجاء القلْبَ يسألُهُ
دُلَّ المُعنًّى .. فقدْ ضيّعْتُ مرساتي
أقول مهلا .. فهل ذا الصّمتُ من كدرٍ
يقول أنتِ لغاتُ الصّمتِ مولاتي
طفلي المدلّل .. روحي .. نبض أوردتي
يغشاه حبّي .. ضِيا قلبي ومِشْكاتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق