ربيعُ البُحتُري
ـــــــــــــــــــ
قل للدموعِ أيا دموعي أمطري ... ليـــس التمـــامُ لفرحِنـــا بمُقـــــدَّرِ
فهناك في الأفقِ البعــيدِ غمامةٌ ... تبدو بوجـــهٍ كالجحـــيمِ مُكــــــدَّرِ
تتصــيَّـدُ البسـمـاتِ فـي أيامِنـا ... فإذا رأتْ فَرَحــــاً تبسَّـــمَ تنبــري
وقيـامةُ الأفـراحِ حــان قيــامُها ... عن وعدِها المضروبِ لم تتأخَّـرِ
لاشكّ فيهـــا فالعـلامــاتُ التي ... ظهـرتْ لنا يا ليتَها لـــم تظهَـــــرِ
هذا الخريفُ أتَى على إزهارِنا ... وقضَى على ذاك الجمالِ المُزهِرِ
وإذا الشتاءُ عواصفٌ وزلازلٌ ... وزوابــعٌ حلّــتْ بكـــلِّ مُدمِّـــــــرِ
فإذا أمانينـــا ســـرابٌ خـــادعٌ ... أكذوبــةٌ تبـدو لعــينِ المُبصِــــــرِ
جئنـــاهُ مِن ظمـــأٍ فألهبَ نارَهُ ... فينا فعُدنــا بالحــريقِ المُسعَــــــرِ
نأوي إلى نجــــمٍ يتيــــمٍ علَّــهُ ... يروي اشتيـــاقاً للصـباحِ المُسفِــرِ
مازال حُلْــمٌ للضـياءِ يُنيرُ في ... أعماقِنــا ذاكَ الظــــلامَ المفــتري
مازال فينــــا للربيـــعِ تطلُّــعٌ ... رغمَ الخــريفِ ووجهِــهِ المُتنمِّــرِ
مازال فينـــا للحيــاةِ تشـــوُّقٌ ... نهوَى الجمــالَ وكلَّ قُبْـحٍ نزدري
حتماً وإنْ سدَّ الخريفُ دروبَنا ... يوماً سيُبهِجُنا ربيـــعُ البُحْـــتُري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق