الأحد، 15 سبتمبر 2019

الشاعر عبدالرزاق الأشقر .. الشوق في أعتى لواعجه ...

((… الشوق في أعتى لواعجه…))

قدْ  غادرُونا  قبيلَ الفجرِ  و انطلقُوا
لتستفيقَ على   وقعِ  الخطا  الطُّرقُ

غابُوا  عنِ  العينِ   إلَّا  أنَّ  صورتَهمْ
مرسومةٌ  تعبَتْ  منْ حملِها   الحدقُ

و دمعةٍ   في  شؤونِ  العينِ  جاريةٍ
حبستُها    عنوةً   أو  كدتُ    أختنقُ

سارُوا  بعيداً   و كانَ   القلبُ  بينَهمُ
يغفو     قليلاً   و أحياناً    لهُ    نزقُ

روائحُ    الزَّهرِ    ما زالتْ   ترافقُهمْ
حتَّى  القرنفلُ  و النَّسرينُ  و الحبقُ

كالنَّارِ  بعدهمُ   في الجسمِ  محرقةٌ
و لو   تحنُّ  فما   زالتْ   لها    حرقُ

كأنَّما    مهجتي    صارتْ     ممزقةً
بكلِّ   جزء    على    أشلائها    مزقُ

لو  كنتُ   أعلمُ   ما  أحببتُهمْ   أبداً
ليتَ  الأحبَّةَ  ما حبُّوا  و ما عشقُوا

كنبتةٍ     حملتْ      بذراً     بداخلِها
فهبَّتِ  الرِّيحُ  طشَّتها  كما  افترقُوا

و لستُ  مصطبحاً  بالرَّاحِ  تؤنسُني
و لو  تلفتُ  جوىً  ما   كنتُ  أغتبقُ

و لستُ يعقوبَ كانَ  الحزنُ  ديدنَهُ
و لا  كيوسفَ   إذْ   إخوانُهُ   اتَّفقُوا

أنْ   يجعلوهُ    بجبٍّ   في   غيابتِهِ
ظنُّوا    بأنَّهمُ    منْ    ربِّهمْ    أبقُوا

و ليتَ   جبَّاً   يواريني   كما  فعلُوا
و إنَّهمْ  كذبُوا  في  قولِ: (نستبقُ)

صارتْ  لياليَّ  تنعى  صبحَها  سلفاً
و كمْ  بمثلي  و حالي يفتكُ  الأرقُ

وإنَّما  الصُّبحُ   يأتي  في   مواعدِهِ
لكنَّ   صبحيَ   في  أنوارِهِ  الغسقُ

تلقَّفَ  البحرُ   أشواقي   فهامَ   بها
فعادَ    مكتئباً     يحلو    لهُ  الغرقُ

و قالَ  إنَّي   كما   أنتمْ    يحركُني
نحوَ  الشَّواطئِ  شوقٌ  ما  لهُ  أفقُ

كأنَّني    شجرٌ    أضحى    بمستبقٍ
والجذعُ يركضُ والأغصانُ والورقُ

فأضحتِ  الأرضُ جرداءً بلا  شجرٍ
و غادرتْها    مياهُ   النَّهرِ   و الغدقُ

هذا هوَ الشَّوقُ في أ عتى لواعجِهِ
مهرٌ  طليقٌ  بكلِّ   الأرضِ   ينطلقُ

كأنَّما  الرِّيحِ    بعضٌ  منْ  صنائعِهِ
تؤجِّجُ   النَّارَ   كيما  نحنُ   نحترقُ

و صرتُ   فيها  و لا  ماءٌ  ليطفئَها
(يا نارُ كوني)  فجسمي كلُّهُ  عرقُ

و طادرتْني  همومٌ   لا انجلاءَ  لها
و سابقونا  و ظنُّوا  أنَّهمْ    سبقُوا

لولا   ثيابي  تغطيني   و تسترُني
بطني بظهري منَ الأدواءِ  يلتصقُ

قلبي بصدري  ضجَّاتُ  الحنينِ بهِ
مثلُ النَّوافذِ  في الأرياحِ تصطفقُ

قالوا سنرجعُ  و التَّسويفُ  دأبُهمُ
قلْ لي  بربِّكَ  يا  قلبي  بمنْ  تثقُ
  
عبدالرزاق الأشقر

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...