الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019

الشاعر د. أحمد العزي .... أصدقائي .. ولكن

أصدقائي .. ولكن
--------
أعيَ الزمانُ أباريقَ الهدى فذروا
  كل الذين بعصرِ اللا هدى كفروا

ماذا تريدون ؟وحدي الآنَ صرتُ هنا
لا تسألوني لماذا الاصدقا هجروا ؟

لا تسألوني علامَ غادروا ومتى
   أو كيف أنَّى تشظى اللحنُ والوترُ ؟

تسللوا لحظةَ استغشى اللظى فنني
وأنَّ تحتَ قميصِ الغيهبِ القمرُ

سلُّوا كما سلَّ ليلُ البؤسِ اغنيتي
    من العيونِ التي يشدو بها الحورُ

الاصدقاءُ "الذين استأثروا بدمي
سألتهم قطرةً للعيشِِ فاعتذروا"

كل الذين أتوا من عطرِ اخيلتي
واستوطنوا لغتي غابوا كما حضروا

تعلقوا بأزيزِ الريحِ واستبقوا
  صدى الغبارِ الذي في الأرضِ يستعرُ

لا تسألوني سيطفو ملحُ حنجرتي
   إذا جرى بشظايا آهتي الخبرُ

ماذا أقولُ؟ سألتُ الغيمَ فاحتقنت
عيناهُ بالحزنِ حتى استوحش الشجرُ

غيضتْ ينابيعهُ وانداحَ معتذرا
كما يشاءُ رماداً في يدي المطرُ

هم اصدقائي وظلُّ الروحِ هم وجعي
لكنَّهم لانبلاج الفجرِ ما انتظروا ؟

كانوا سماءَ ابتهالاتي وانجمها
وكنتُ وجدانهم لكنهم هجروا

شدُّوا على ناي حبي جمرَ اسئلةٍ
وغادروني وأفقُ الآتِ معتكرُ

فروا من الحب وامتدوا بلا زمن
حتى تغشاهم ليلُ الأنا انكسروا

ما كنتُ احسبهم يمضون في غسقٍ
من التوجسِ في صحرائهِ اندثروا

ولم يحدثني برقٌ بأنهمُ
سيعبرون فضائي مثل من عبروا

أو أنهم ذات ليلٍ عابسٍ وجمٍ
  سيتركون شموعَ القلبِ تنتظرُ

ظننتهم لم يكونوا يقدرون على
نسيانَ كحل الوفا لكنهم قدروا

لم يكسروني ولم يطفوا شذى لغتي
لكنهم كأسَ حبٍ صادقٍ كسروا

هم اصدقائي وما زالت مفتَّحةً
لهم سمائي وبابُ القلبِ ينتظرُ

هم أصدقائي وعهدُ الودِ ما ذبلت
حروفهُ فهي كرمٌ منه كم سكروا

هم اصدقائي ولي فيهم غدا فلقٌ
ثرُّ الصدى والأماني صبحُهُ النضرُ

وما أسايَ على خذلانهم غضبٌ
بل قطرةٌ من عتابٍ علَّهم ذكروا

لعلهم كلما عضَّ اليبابُ رؤىً
لها عصرنا ندى أنفاسنا ادكروا

لأنهم في جدارِ القلبِ قد نقشوا
وعدَ الوفاءِ ووعدُ الانقيا قدرُ

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...