الأربعاء، 28 أغسطس 2019

الشاعر د. محمدحيدر سلامة .. إليها سكنت

إليها سكنتُ

إليها سكنتُ فطاب الغزلْ ...وغاب القنوط وضاء الأمل

وحرّك وجدي لذيذُ القُبلْ ....ففزتُ بخمرٍ كـطعم العسلْ

...............وماءٍ زُلالٍ أزال العِللْ...............

إليها سكنتُ وملءَ الجفونْ ....فرشتُ مهاداً وكان السكونْ

فديتُ الجمالَ بنور العيون ....أضاءَ وجودي بما لا يكونْ

................لغيرِ مقيمٍ بتلك الظُلَلْ.............

إليها سكنتُ فكان الهوى...... وعشقُ الجمال بقلبي ثوى

وزاد هيامي فأين الدوا ....بقلبي حبيبي وأخشى النوى !

...........فهلاّ أصابَ النهارَ الشللْ !!..............

إليها سكنتُ فكان الربيعْ .......وكانت جِنانٌ وروضٌ بديعْ

وصار الشتيتُ بروحي جميعْ ..غدوت بشيبي كأني رضيعْ

................لينهلَ من درّها ما نهلْ.................

إليها سكنتُ فصار السرابْ....... شراباً لذيذاً وأيَّ شرابْ!

عَلاهُ نجومٌ كمثل الحُبابْ....... ويرمي شهاباً بإِثرِ شهابْ

..............فيُصمي عذولاً إذا ما عذلْ.................

إليها سكنتُ وروحي فدى....... ذويها الأكارمِ أهلِ الندى

وكلِّ محبٍّ إليها غدا  ..........ففيها ضلالي وفيها الهدى

...............ولستُ براضٍ سواها بدلْ.................

إليها سكنتُ فكنتُ الغريبْ ....وما من خليلٍ وما من قريبْ

ويكـفي هواها و نـِعمَ الطبيبْ  يداوي فؤادي ويشفي الوجيبْ

................فما من شَكاةٍ وما من خبلْ................

إليها سكنتُ وبوحُ الغرامْ ............يعطِّر منها جميعَ الأنامْ

فينشر بالحب ما لا يُرامْ........ ويبقى السكون برغم الكلامْ

...................ويبدو كـنارٍ بأوج الجبلْ...................

إليها سكنتُ بخير بلادْ ............وخير رياضٍ وخير مهادْ

إذا ما دهتها خطوبٌ شدادْ......... فديتُ هواها بنسغِ الفؤادْ

.................أقارع أعداءها بالأسلْ [1]...............

بلادي وفيها رياضُ الجِنانْ ........وفيها الهناء وفيها الحنانْ

وإن جار يوماً عليها الزمانْ....... وحاول يلقي عليها الهوانْ

...............ستبقى ويفنى ملوك الدجلْ................

ومن خان يوماً تراب الوطنْ .....وصبّ عليها كــؤوس الإحنْ

وجاهر بالحقد حتى شطنْ............... وهدّم آبادها والسكــنْ

.................وراح يمثّلُ فيمن قتلْ...................

سيلقى الجزاء ويلقى الردى .....بضرب السيوف وطعن المُدى[2]

ويفنى وتبقى بلادُ الهدى ..............بعزٍّ ونصرٍ يجوز المدى

................بفضل الشهيد وما قد بذلْ..................

تعال أُخَيَّ بكلّ الرضا ................وشكرِ الإله بما قد قضى

لننسى خصاماً وحقداً مضى .........ونبني البلاد بوسع الفضا

................ونردي عدواً بما قد دغلْ.................

ألم ترَ أنا عدانا الصوابْ ............ورحنا وراء نعيق الغرابْ

فكان الدمارُ وكان الخرابْ ..........تعال ودع عنك ذاك الهُباب

...............لنصلحَ من أمرنا ما انبتلْ..................

د.محمد حيدر سلامة

‏10‏/01‏/2019

[1] الأسل: الرماح . والمقصود هنا الصواريخ

[2] المقصود آلات الحرب بأنواعها

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...