دار العروبة في وحشة
ليلٌ طويلٌ والنهارُ نهارُ
والأرضُ أنهكها أذى وبوار ُ
جاءت وحوشُ الأرضِ تطلبُ حقلنا
فاستسلمت من خوفِها الأشجارُ
حتى العصافيرُ التي في عشِّها
جرفَ ابتسامةَ ثغرِها التيارُ
والبؤسُ خيّمَ والحياةُ كئيبةٌ
والزرعُ عاثَ بأرضهِ الأشرارُ
تمشي الهزائمُ في النفوسِ بلا ونى
وعلى الفؤادِ مصائبٌ وضرارُ
حربٌ هنا، وهناك دمعةُ عاشقٍ
وبكلِّ مؤتمرٍ يعومُ شجارُ
العربُ مزّقَ عيشَهم مستعمرٌ
وبكلِّ دار ٍخيّمَ استعمار ُ
والشعبُ يقتلُ بعضَهُ فكأنّه ُ
ثورٌ وأمسكَ جيدهُ الجزّارُ
وعدوّهم متربص ٌوعيونُهُ
يبدو بهنَّ عواصفٌ وشرارُ
والقدسُ تبكي إذ يقودُ خطامَها
وحشٌ له في النازلاتُ خوارُ
كيف النجاحُ وإخوتي قد مُزّقوا
كيفَ النجاةُ بأرضنا يا دارُ
دمعي على خديّ يجري معلناً
أنَّ الحياةَ يعوزُها الإصرارُ
لكنها الأشعارُ تأتي مُرةً
تعبَت قوافي النظمِ والأشعارُ
فمتى ستحتفلُ القصائد ُعندنا
ومتى سيُمحى ذلُّنا والعار ُ
ومتى سأصرخُ في السماءِ كفارسٍ
ومتى سيُرفَعُ سيفيَ البتار ُ
دارُ العروبةِ أصبحَت في وحشةٍ
والعيشُ فيها حنظلٌ ومرار ُ
فمتى سيُجمع شملُنا في وحدةٍ
ومتى يسوسُ بلادَنا الأحرارُ
ومتى سأشربُ من مياهِ النيل ِإذ
هُدمت حدودُ الأرض ِ والأسوار ُ
ومتى سأنشدُ في العراقِ قصيدتي
ومتى ستشهدُ سحرَها الأنبار ُ
ومتى سأسهرُ في الرباطِ مغرداً
وتحوطني في ليلها الشُعّارُ
ومتى تحاورُني (سعيدة ُ) في الهوى
في تونسٍ ويعودُني السمّار ُ
ومتى ستجمعُ شملَنا صنعاء ُإذ
(سيفٌ) يغازلُ أحرفي والغار ُ
ومتى أطوفُ على الديارِ بمكةٍ
تأشيرتي الأشعارُ والأخبارُ
حلمُ يراودُ خافقي لكنهُ
كسحابةٍ قُتِلت بها الأمطارُ
يا ربُّ إنّا أمةٌ مظلومةٌ
فانصر على الأعداءِ يا جبار ُ
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
(سعيدة:الشاعرة التونسية الكبيرة سعيدة باش طبجي)
(سيف :الشاعر اليمني الكبير سيف الهمداني)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق