الأربعاء، 3 يوليو 2019

من يخبر البحر ..الشاعر صالح أحمد القاسمي

مَن يُخبرُ البحرَ

مَن يُخبرُ البحرَ أن القومَ قد غرقوا
بعاصفِ التيهِ في اللابحرِ واحترقوا
مَن يركبُ السُخفَ لا تنجو مراكبهُ
فالسُخفُ يهوي بهِ الإخفاقُ والنزقُ
قبلَ المضيِّ وقبلَ السيرِ يوقعُهُ
في اللامسيرِ بنارِ الجهلِ يحترقُ
والمركبُ اليومَ ثكلى تحتوي عِللاً
في جسمها؛ تنخرُ الديدانُ والعَلقُ
تجثو على البرِّ؛ لا شطٌّ يُغازلُها
ولا شراعٌ ولا سَيْرٌ ولا طُرقُ
          *.          *.           *
يا بحرُ إن الطريقَ اليومَ تائهةٌ
ضاعَ الفنارُ وضاعَ النجمُ والأُفقُ
والبرُّ أضحى عداواتٍ وأدخنةً
فلا نرى أيَّ دربٍ فيهِ ننطلقُ
غرقى على البرِّ تبلعُنا حقارتهم
أشلاؤنا اليومَ نحو الويلِ تنزلقُ
حماقةُ الجهلِ ساقتنا إلى حِلَقٍ
في حُلقمِ الضيقِ بالأنّاتِ نختنقُ
وألقتِ القومَ في الأشتاتِ عالقةً
تباعدوا في دروبِ النحسِ وافترقوا
فراعنُ العصرِ قادونا لمهلكةٍ
في غِلظةِ العسفِ يرثى حالَنا الغرقُ
           *.            *.         *
يا بحرُ إنّا غرقنا قبلَ رحلتِنا
إذْ احتوى البِدءَ في إبحارِنا النفقُ
في مجمعِ البؤسِ ناختْ كلُّ قافلةٍ
تحنْدسَ الليلُ حتى ملّنا الغسقُ
بلْ أصبحَ الليلُ مأوى لا نغادرهُ
ولا أتى الصُبحُ والإشراقُ والفلقُ
يا بحرُ مركبُنا كلّتْ سواعدُها
والمفلسونَ عل تمزيقِها اتفقوا
هذا هو الحالُ فالإغراقُ أدركنا
وعمّنا النحسُ والتمزيقُ والقلقُ

صنعاء 26 يونيو 2019 م
الشاعر:صالح احمد القاسمي

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...