الاثنين، 29 يوليو 2019

الشاعر د. فواز البشير .. بعد وضجر

بعد وضجر

كأنني وربيعُ العمرِ يُعتصَرُ
حقلٌ من الوردِ قد أزرى بهِ الكدرُ

حتى الورودُ التي كانت تؤانسُني
جفّت  فلم يسقِها سيلٌ ولا مطر ُ

فاصفرَّ خدٌّ لها قد كانَ يقبلني
ضيفاً إذا كلَّ مني السمعُ والبصر ُ

كأنَّها لم تعد ترتاحُ لي أبدا ً
أيغدرُ الوردُ فيمن في الهوى غدروا؟

وهل تراها رأت عيبا ًيؤخرني
عنها فراقَ لها الترحالُ والسفر ُ؟

قلبي تمزّقَ من هجرانها زمنا ً
ونال َمن ناظريّ السهدُ والسهرُ

يا ليتها عذرَت لما رأت دنفي
أو أنها رضيَت  إذ جئتُ أعتذرُ

يا وردةَ الحقلِ لا تنسَىي قصائدَنا
تلكَ التي طاب منها الليلُ والسمر ُ

ولتسألي الشعرا عن كلِّ قافية ٍ
كانت تغازلني والحرفُ منبهر ُ

فاليومَ روحي على أطلالِها وقفَت
تبكي وتبكي لها الأصداءُ والصورُ

منذ ارتحلتُ وقلبي ضائع ٌضجرٌ
يا بؤسَ نفسٍ إذا أودى بها الضجرُ

داري هناكَ وأشجاري تعاتبني:
يا طائرَ الحبِّ هل بالهجرِ تنتحر  ؟

ماذا تريدُ من الأسفارِ تطلبها
ماذا ستجني، وما تنوي، وما الوطر؟

أم أنّ قلبكَ صار الصخرُ يشبههُ
قاس ٍشكتهُ زهورُ الحيِّ والشجر ُ

أواهُ من طعنةٍ أضحت تفتتني
كأنّها لجميعِ الشرِّ تختصرُ

مالي وللبعد ِلا يفتا يعذبني
كأنَّه النارُ في أعماقها سقرُ

هل بات بعدي مصيراً لا يفارقني
أم أنَّ بعدَ الفتى عن أرضهِ قدر ُ

د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...