الخميس، 2 مايو 2019

الشاعر حسان حوش .. رثاء شاعر

#في_ذكرى_رحيل_نزار_قباني     
                
                رثـاء شـاعر
✒ . . .
صـمـَــتَ الـهــزارُ فَـجـَلـَّـت الأرزاء
فـابـكـوا أمـيـر الحرف يا شـعـراءُ

شـدَّ الرحــالَ مُــودِّعــاً أحـبــابــه
فـانـهــلَّ دمـــعٌ خـالـطـتـه دمـــاءُ

قد  راشـه سـهـم الـمـنـون بقـلـبه
مـا للــمــنــــون إذا يـحــــلُّ دواءُ

عجـبـاً لقـلـبٍ بالقـصـيدة نابــضٍ
يهـَبُ الحـيـاة ويـعــتـريـه فَـنـاءُ

فقدت غصون الأيك فيه مغـرداً
كم شــنَّـفَ الأســمـاعَ منـه غـنـاءُ

ونـعــتْ دمشـقُ أمـيـرَها ملتاعةً
إذ جــلَّلـتـهـــا حــــلــةٌ ســــوداءُ

فُـجـِعـتْ رئام الشام في فلواتها
وبكـَـت علـيـه شـــوادنٌ وظـبـاءُ

وحمـائـم الأمـوي ناحـت لـوعـةً
عـجـبـاً أتـنـدبٌ شــاعـراً ورقـاءُ

وتوشـحت غِـيدُ الشـآم بحزنها
وانـتـابـهـا الإطـراق والإغـضـاءُ

رُزِئت دمشق بفقد شاعرها الذي
مـنحَـتـه حبَّـاً أرضُها الخـضـراءُ

كم صـاغ من درر القـصـيد لآلئاً
ليضوع في أفـق القـصيد بهـاءُ

ليعيش نبضُ الحب في شريانها
ضـمَّـتـه في أحـضانها الفـيحـاءُ

من كان يفرش هُدبَه فوق الثرى
افـتـرش الـثـرى لـمَّـا بــراه الداءُ

عــمَّ الظـلام ُ ربوعَ " جلَّق " كلها
لـمَّــا تـهـاوى الكـوكـبُ الـوضـَّـاء

وخبتْ نجومُ الكون في أفلاكها
ورَثـتـْه في عـلـيــائـهـا الجـوزاءُ

أ نــزار ..أخرسَـنا رحـيلك بـغـتةً
أوَ كيف تشــدو ألسـنٌ خـرســاءُ

بل كيف يغريني القصيد بمطلعٍ
الـــرزءُ ألـجَــمَــني فـعــزَّ حــداءُ

أوْ كيف يسعفني البيانُ وسحره
فقـصـيــدتي مـحــزونـةٌ جَـــذَّاءُ

عثرت حروف الضاد فوق شفاهنا
فالشــعر بـعـدك لَـكْــنةٌ عـجـمــاءُ

يا ســيـدَ الشــعـراء ما أنت الـذي
يمضي فشعرك في الدجى وضَّاءُ

أ نـزار مات الحـبُّ وانتحر الهوى
فـالـحــب بـعــدكَ ســـادةٌ وإمـــاءُ

يا مَـن عـن الميدان غـيَّـبه الـردى
وكبـتْ بـهِ في السـاحـة الـبـلقــاءُ

ذهل البيانُ لـرزء فـقدك وانحنتْ
لجـلال مـوتــك دمـعــةٌ خـرســاءُ

فإذا بكـيـتُـكَ أسـتـعـيرُ مـدامـعـاً
وإذا رثـيـتـُـك لا يفـيـــكَ رثـــــاءُ
                   * حسان حويش

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...