الليلُ ضَمَّ البَدرَ خَلفَ البُرقُعِ
وأنا ضَمَمتُ الشَّامَ تَحتَ الأضلُعِ
شَتّانَ بَينَ مَنِ الضِّياءُ بِصَدرِهِ
ومَنِ الضِّياءُ بِرأسِهِ كالأصلَعِ
فَلِنَجمَتِي وَجهٌ يُنيرُ بَصائِراً
والبَدرُ في غَيرِ السَّما لَم يَلمَعِ
يأتِي الدُّجَى مُتَخَفِّياً بِرِدائِهِ
في كُلِّ يَومٍ كَي يُفَتِّشَ مَخدَعِي
ويَبوسَ خَدَّ الشَّمسِ قَبلَ غُروبِها
فَتَعُودُ نَحوَ الشَّرقِ كَي تَبقَى مَعِي
والحَرفُ يَنجُو مِن شَفا غَيبُوبَةٍ
حَفَرَت كثُقبٍ أسوَدٍ في اللاوَعِي
مِن قاسَيونَ يَمُرُّ حُزنُ ربابَتِي
كالرِّيحِ تَعدُو في الجِهاتِ الأربَعِ
كَمَنِ التَقَى بالعائِدينَ مِنَ الرَّدَى
لِيَبُوحَ بالسِّرِّ الدَّفِينِ بِمَسمَعِي
والشَّامُ تَغفُو فَوقَ زِندِي عِندَما
تَبكِي فأبكِي هامِساً لا تَجزَعِي
هذا الذي يَبدُو إلَيكِ بِوَجنَتِي
بَرَدَى يُداعِبُ غُوطَتَيهِ بأدمُعِي
وأنا أخُطُّ الجُرحَ فَوقَ قَصائِدِي
كَي تَعرِفِينِي فاقرَأِينِي واخشَعِي
يا شامُ أهداكِ الشَّهيدُ دِماءَهُ
مِن دِجلَةٍ تَجرِي لِحَدِّ المَصنَعِ
فتَحَرَّرِي مِن جاذِبِيَّتِكِ الَّتِي
في كُلِّ قَلبٍ تَستَقِرُّ بِمَوضِعِ
وتَفَرَّغِي لِي إنَّ رُوحِيَ مُزِّقَت
فَمَتَى يَحِينُ أيا شَآمُ تَجَمُّعِي
عبدالعزيز الصوراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق