يا قلب
يا مَنْ على الذّكرى عيونكَ تَدْمعُ
وتذوبُ وجْدًا والدّما لا تَهْجَعُ
صيّرتني ياقلبُ صبًّا مدنفًا
والذّنْبُ أَنّكَ في هواهُ مولَعُ
شمسُ الأصيلِ إذا دَنَتْ فَكأَنَّها
روحي الّتي بخِمارِها تَتَقَنَّعُ
مَنْ ذا سيُطْفِئُ آه كلّ قصيدةٍ
شابَتْ وناخَتْ من جَواها الأضلُعُ ؟
مَنْ لي إذا لَبِسَ الظّلامُ رِداءَهُ
والطَّيفُ في أَذنِ الوسائِدِ يَقْرَعُ؟
بالسّهدِ يَكْحلُ مُقلتي وبصيرَتي
وإذا سَها طرفي ،بكَفٍّ يَصْفَعُ
هَجَعَتْ قلوبُ النّاسِ حولكَ كُلّها
إلّاكَ قلبي في النّوى تَتَوَجَّعُ
فَكَأَنَّما للطّيْفِ صِرْتَ رَهينَةً
لكن! إذا ناديتَهُ لا يَسْمَعُ
فَاعْزفْ بناياتِ الصّبابَةِ والأسى
وَدَعِ اللحونَ تفيضُ منها الأدْمُعُ
ياقلبُ ماذا لو يُقَدُّ ظلامُهُ
والصّبحُ في عينيكَ بدرٌ يَسْطَعُ ؟
يا قلبُ ماذا لو يهلُّ ربيعُه
وشَذاهُ في كَتِفِ المنى يَتَضوَّعُ؟
حتمًا ستطفحُ بالدّموع محاجري
فالعينُ تروي ماتقولُ الأضلعُ
أنتَ الذي أَمْرُ الهوى في كَفِّهِ
واللّبُّ دونكَ للهوى لا يَنْفعُ
لولاكَ ما ذقتُ الصّبابةَ والجوى
يا قلبُ ليتكَ للأوامرِ تَخْضَعُ
لولاكَ ما نزفَ الغرامُ ولا اشْتَكى
من عَبْرَةٍ يروي الخدودَ ويَتْرَعُ
فإذا دَنا ياقلبُ لُطفًا إنّني
أَنْكَرْتُني، دَعْهُ إلينا يَهْرَعُ
إنْ كانَ في جنبيكَ ينعمُ بالهوى
فأنا الذي في قلبهِ أتربّعُ
أدهم النمريني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق