ساعة الوداع
كتبتها عندما رحلوا
يَمْمَتُ شَطرَ البَيْتِ حِيْنَ أَحِبَّتِي
رَحَلُوا غَدَاةَ البَيْنِ فِيْ الظَّلْمَاءِ
مَا بَيْنَنا لمّا تَبَاعَدَتِ الخُطَى
وَالدَّمْعُ غَالَبَنِيْ عَلَىْ اسْتِحْيَاءِ
قَدْ كادَ يَجْهَشُ بالبُكَاءِ مُحَمَّدٌ
لَمَّا رأيتُ الدَّمعَ مِنْ شَيْمَاءِ
آلاءُ تِلْكَ حِكَايَةٌ أُخْرَى لَنَا
تَغْتَالُنِي بِعُيُونِهَا السَّوداءِ
وَهُنَا تَوَقَّفَتِ الحَياةُ لِسَاعَةٍ
وَفَقَدْتُ مَعْنَى الحِسِّ بِالأَشْياءِ
شَهْدٌ هِيَ الأُخْرَى تُغَالِبُ دَمْعَهَا
وَأَنَا بَدَوْتُ كَصَخْرَةٍ صَمَّاءِ
وَحَنِيْنُ تَرفَعُ للوَدَاعِ ذِرَاعَهَا
وَأَنَا كَظِلٍ تَاهَ فِي البَيْدَاءِ
أَبَتَاهُ أَلعَابِي لَدَيْكَ تَرَكْتُهَا
مَلَأَتْ زَوَايَا البَيْتِ بِالضَوضَاءِ
يَا أَمَّهُم لَا تَرْحَلوا وتَمَهَّلوا
فَلَقَدْ تَزَمَّلْتُ الشَّقَا كَرِدَاءِ
فَبَقَاؤُكُمْ شَمْسُ الحَيَاةِ ودِفؤُهَا
وَرَحِيْلُكُمْ عَنِّي كَبَرْدِ شِتَاءِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق