الثلاثاء، 19 فبراير 2019

الشاعر محمد علي الشعار ... قافية الهمس

قافيةُ الهمس

غزلتُ خيوطَ الفجرِ من سندسِ الأمْسِ
وعطّرتُ أثوابَ المعري ضُحى الشمسِ
وخنصرْتُ أورادَ الشعاعِ بخاتمي
لتُبرِقَ في عينيهِ قافيةُ اللمسِ 
زرعتُ على أوسادهِ الزهرَ باسماً
لأُخرِجَ أحلامَ القصيدِ من الحبسِ
لدمعاتهِ الحرّى هوادجُ رحلةٍ
وعندَ حِمى ياءاتِ أطلالِه كُرسي
وأشحذُ سيفيْ باليراعِ فصاحةً
وتِرسِيَ مصقولاً مرايا بني عبسِ
إذا أطفأَ الليلُ النجومَ بشُرفتي
أنرتُ ذُرا شمعِ الأصابعِ من قَبسِ
أُجـمّعُ في ليلى الثوانيَ واعداً
وأرقى بروحِ الشِعرِ قَيْساً على قيسِ
تأزرتُ انفاسَ الصباحِ بوردةٍ
وتسبحُ في أوراقِها نسمةُ الهمسِ
وأُتركُ فخاريْ يُكسِّرُ بعضَه
فبعدَك ريّانَ الهوى همّني نفسي
ولستُ كمن باعَ السنابلَ أخضراً
على صفقةٍ للريحِ في بيدرٍ بخسِ
تدورُ مجرّاتُ الوجودِ بذرّتي
وإنْ ظنّ فيَّ العاشقونَ هوى المسِّ
ويمشي على جفنِ الكرى وهْوَ نائمٌ
ويصبحُ مهووسَ الخيالِ كما يُمسي
ومنكِ يغارُ الكرمُ يندبُ حظَّهُ
فعندَك من لذّاتُِه فوقَ ما يُنسي
نَمت فروةُ الإنعامِ في مِعطفِ الشتا
وجانِبَ كانونِ اللظى ثلجةُ الأنسِ
كتبتِ على كفّيَ أحرفَ عِلّتي
وهجَّيتُ بالرُّمانِ سَبورةَ الدرسِ
وحطّمتُ أصنامَ الغيابةِ والنوى
وعلقتُ في كتْفيهِما للورى فأسي
سأشربُ ثَجّاجي وأجبرُ شَعبَه
فشيمةُ ما يرويكَ من شيمةِ الكأسِ
وإنْ كنتُ لا أدري فوحدَكِ عالَمي
ومن كلِّ قارَاتِ الدُّنى صورةُ الجنسِ
عروبيةُ الشريانِ خفّاقةُ الهوى
وهنديّةُ السيماءِ خيّالةُ الفُرسِ
لإيقاعِ موسيقا الكلامِ مساكبٌ
على رِقّةِ الأوتارِ مُرهفةُ الحسِّ
تُسرِّبُ ناياتُ الغيومِ غِياثَها
وهذا شجيري للمدى وارِفُ الهجْسِ
زهت فرحةُ النورِ الموازي غروبَه
تُكلِّلُ تيجاني و ترقصُ في عرسي
ويغريكَ طيفٌ في السماءِ مُحلِّقاً
ويلمعُ *نيشانُ التوقُّعِ في حدْسِ
وللساعةِ الزرقاءِ جُنحا مُسافرٍ
تقيسُ بآهاتِ النوى نبضةَ الجسِّ
كفى قمحةً سمراءَ في منجلِ الهوى
طوالَ أجيجِ النارِ مرفوعةَ الرأسِ
تقلبْتُ والأزمانَ عبرَ مراحلٍ 
تُذَوِّقُني بأساً أُذَوِّقها بأسي
وإنْ طافتِ الأيامُ في غيرِ زيِّها
وقامرَ بي زيفُ السرابِ أنا ...عكسي .

محمد علي الشعار

18-2-2019

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...