فاقد الشيء لا يعطيه
___________________
وليس يقوت الناس من كان ساغباً
و لا هو مقريهم إذا النفس شحّتِ
ومن كان محرومَ السماحة والنّدى
فكيف على الأغيار يندى بنفحة
و من لم يزيّنْ بالمحبة قلبَه
فعنهُ كرامُ النّاس حتماً تولّت
ومن كان في قومٍ و رام سيادةً
عليهم بلا بذلٍ يبوء بحسرةِ
وما كلُّ من رام السيادةَ نالها
إذا لم يحُزْ في الجود أيَّة سيرة
وليس ينالُ الحبَّ في الناسِ ذو غنى
فليس امتلاك المال سرَّ المحبة
إذا لم يكن بالمال يخطب ودَّهم
فيرفد ذا فقرٍ يُمضُّ و عيلة
و يُنهلُ ظمآناً ويطعم جائعاً
و يُنظر ذا دينٍ يمرُّ بعسرة
كذلك بسط الكفِّ للناس بالنّدى
سينشر بين الناس حبل المودة
وليس يسود المرء بالمال وحده
ولكن بأخلاقٍ لديه تبدَّت
فيصفح عن ذنبٍ و قد حاز قدرةً
و يعذر من يأتي لديه بزلّة
يقابلُ بالإحسان منه إساءةً
كما قابلت دوحٌ تُنال برمية
ويسعف ملهوفاً أتاه بحاجة
وينصف من عنه الأنام تخلَّت
وما اللؤم إلا طبعُ نفس خبيثةٍ
وحمّى لأدواء بذي النفسِ حلّت
و ذو اللؤم إن ساد الكرامَ أهانهم
وعامل ذا القلب الرقيق بغلظة
أخي الغلُّ والبغضاء مهلكةُ الفتى
ونارٌ شواظٌ في القلوب تجلَّت
ولا يحملُ الأحقادَ في الناس سيدٌ
ولا من صفات النُبلِ خبثُ الطويّة
وإن كريم الأصل يُعرف أصلُه
إذا ما أيادي الناس بالجاه مُدَّت
و إن عديم الأصل يمنع رفده
إذا ما إليه الناس للرِّفد حجَّت
ويظهر عَرف العود عند احتراقه
ولولا اللظى الأطيابُ فيه تخفَّت
و إن عديم الأصلِ لا طيب عنده
ولو رفعت مقداره ألفُ عصبةِ
و ليس له بين الكرام مكانةٌ
ولو قد حباه الدهرُ منه بسلطة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق