مِـقـصـلـةٌ على بابِ الفؤآدِ
قَـسَـى قلبي عليهـا في الـعِـتـابِ
وصارَ الجفوُ يَمنَعُني إقتـرابـي
تَـمُـدُّ وصـالَـهـا فـي كُـلِّ وقـتٍ
فـأقـطَـعُ كُـلَّ وصـلٍ أو خِطابِ
أُقــابِـلُـهـا بِــبَـيـنٍ أو بُـعـادٍ
تُـقـابِـلُـنـي بِـقَـلـبٍ كـالـرِّحـابِ
وتَـنسـى كُـلَّ هَـجـرٍ جاءَ مِـنِّـي
وتُـخفـي كـلَّ هَــمٍّ أو حِـسـابِ
لـقد كـانت دوائـي وإنـتِـمـائـي
وكانت رَشفَ شهقاتـي الـعِـذابِ
وكانت دِفءَ نومي في شِتائـي
تُـغَـطِّينـي الى وقـتِ الــمَــآبِ
سقَـتنـي من زُلالِ الـمـاءِ حـقـاً
وأَسـقيـهـا بِـمُـرِّ في قِــرابـي
تُـبـادلُـنـي هـواهـا في نــقـــاءٍ
بِـقلبٍ أبـيَضٍ بِـيضِ الـسَّـحـابِ
وأشرعُ صوبَـهـا بِـالـغـدرِ رُمحي
وأنـفُـثُ كـلَّ سُـمٍّ في جِـعـابـي
تَـسابِـقُـنـي بِـحُبٍّ واشـتيـاقٍ
أجـابِـهُـهـا بِــهـجـرٍ في يـبـابـي
فَهل هذا الهوى يـاقلـبُ قُلْ لي
فَـغدرُكَ قد أطاحَكَ في الـسَّـرابِ
لَـقد بِـعـتَ الهوى يـاقلبُ حـقَّـاً
فَـهـل لِلنبضِ قولٌ في وِصـابِ
فَـرُبَّ حشـاشَـةٍ لا نـبضَ فـيـهـا
سوى ذِكرِ الحبيبِ بِلا إحتِـسـابِ
سَـتَحصُـدُ مـا زَرَعتَ بِـكُـلِّ يـومٍ
وتُـقـذَفُ يـافـؤآدي كـالـشِّـهـابِ
سَـتُحـرَمُ طِيـبَـهـا يـومـاً بِـيـومٍ
وتَـبحَثُ حُـبَّـهــا فـوقَ الـرَّوابـي
ستَشهقُ حَـيرةً من بعدِ حَـيـرَى
ومَـضجَعُكَ الـهمومُ بِــلا ذَهــابِ
وتـنفُـثُ هَـمَّـكَ الطَّاغـي سنيـنـاً
وتَعرفُ بَعدَهـا مـعنـى الـعَـذابِ
دُجَى الليلِ الـرتيبِ بِـها هـمومٌ
لقد قَـصُـرَ الطريقُ الى مُـصـابِ
قَسَوتَ على سُعادَ فَهل سَترضَى
وتـأتـي في الرجـوعِ بِـلا غِـيابِ
لـهـا في ذمَّــةِ الأورادِ حـبَّـاً
كَـحُبِّ البحرِ لِـلـمـاءِ الـعُـبـابِ
ياسر محمد ناصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق