الشاعر البشير المشرقي .. مرت ليالي الهوى .......

مرت ليالي الهوى مرت ليالينا
والدهر ماانفك بالأرماح يرمينا
في روضة العمر كم ذقنا الهوى زمنا
والطير يصدح مشتاقا يناجينا
طافت بنا نسمات الفجر مائسة
وصفق الشوق مجتاحا حواشينا
فتحت في الحب بابا لست أفتحه
لولا عيونك لاحت في ليالينا
لاحت كما لاح حسون على فنن
يجود اللحن يلقيه  أفانينا
يا روضة العمر جئت اليوم يدفعني
شوق إلى الفيء يهدينا الرياحينا
طيرا إلى الفيء عدت اليوم يا شجري
فليرقص الغصن ولتكبر أمانينا
طيرا إلى الفيء عدت اليوم من سفر
أذاقني المر مذ غامت أماسينا
هنا رقصنا مع الأنسام رقصتنا
هناك غرد حسون  يناغينا
نافورة الوجد فاضت في جوانحنا
وغيمة العطر سالت في حواشينا
لم نترك الروض إلا وهو منبسط
والغيم منسكب عطرا ونسرينا
تهنا كما لم يته من قبل مغترب
وكم سكبنا عطورا في مغانينا
واليوم ما عاد طير في خمائلنا
ولا حمام يغني في دوالينا
جف الشذا وذوت أزهار روضتنا
ومات فينا الصدى ، ماتت أمانينا
أجيئك اليوم يا ربعي ويا سكني
ظمأن ، لا ماء في الأعماق يروينا
أجيء أحيي هنا ذكرى تؤرقني
يا دوحة العمر ضميها وضمينا !
فلا عزاء لقلب ظل مرتحلا
في فيئك الحلو لم يسل الهوى حينا
سلامنا يا ربوع الأمس يا سكنا
به عرفنا هوى ما انفك يغرينا
إنا حملناك ذكرى لا تفارقنا
فمن إذا عنت الذكرى يسلينا ؟