دع الجهالة والحرص
فدعِ الجهالةَ قد مضت أيامُها
واقنع بدنيا وُزّعَت أقسامُها
لا تبتئس بالفقر ِعند َنزولهِ
فالنفسُ قد كبرَت وحان َفطامُها
والحرصُ داءٌ قد تبيّنَ خبثُهُ
فدعِ الكآبةَ قد بدت آثامُها
وحيازةُ الأموالِ تتعبُ أهلَها
فحلالُها يفنى إذاً وحرامُها
ولقد خبرتَ دروبَها وعيوبَها
وحوتكَ يوماً دورُها وخيامُها
ولقد رأيتَ عذابَها ومصابَها
وكوتكَ مثلَ شرارةٍ آلامُها
وعلمتَ مكرَ رجالها ونسائها
وعدا عليكَ فعالُها وكلامُها
جرّبتَ فيها حلوَها ومراَها
وأتاكَ طيّبُ عيشها وسقامُها
فمتى رأيتَ سعادةً لا تنتهي
فيها وراقت دائماً أحلامُها؟
فارجع لنفسكَ والهها عن نفسها
تحلو بذاكَ صلاتُها وصيامُها
واركع لربّكِ في خشوع ٍطالباً
منهُ النجاةَ فعندهُ أحكامُها
واطلب كفافكَ لا تكن ذا نهمةٍ
وازهد فأنت َكبيرُها وإمامُها
واذهب لخلوتكَ التي شيّدتها
فلكلّ حالٍ في الورى أقوامُها
وسنوّ قحطكَ غادرت أيامُها
وورودُ عيشكَ هذه أنسامُها
يا ربُّ أنتَ ملاذُ نفسٍ عُذّبَت
قبلاً وأنتَ نعيمُها وسلامُها
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق