(( رعد وبرق ))
بَرقٌ تُرى أم ذلكَ الرَّعدُ . . . . أم لَونُ خَدكِ دائماً وردُ
أم إنَّ ليْ أوهامَ مضطَربٍ . . . . مِمّا أحبَّكِ خانهُ الرُّشْدُ
فيظنُّ مِن وَهمٍ يؤملُهُ . . . . يوماً يزوُر فؤادَهُ السَّعدُ
تالله لو تدرينَ ما وَلَهَيْ . . . . ما كانَ لي من قَلبكِ البُعدُ
حَيّيتِني بتحية تركَت . . . . في القلب سِحراً مالَهُ حَدُّ
" سارا " تفكرُ بي تُرى أمْ لا . . . . فأكادُ لا أبدو ولا تبدو
أمْ ليس إلاّ لَمْحُ عابرةٍ . . . . ولبسمةٍ لكِ شفَّني الوجْدُ
إلاّ بنظرةِ خِلْسةٍ رُصِدَتْ . . . . فإذا انتبَهتِ النفسُ تَعْتدُّ
ورمَيتُ عيني عنكِ مُبتعداً . . . . وإذا سهوْتِ إليكِ أنْشَدُّ
يا ليتَ عُمري فيك أُتلفُهُ . . . . ويمُرُّ عهدهٌ بعدهُ عهدُ
أو أن أكونَ إليكِ أجنحَةً . . . . لِنطيرَ أو لكِ شاعراً أشدو
تَعِبَتْ هواجسُ راحتيْ فإذا . . . . أمشي يكادُ يهدُّني الكدُّ
متحطماتٌ كلُّها سُفُني . . . . وأخافُ أنَّ إليكِ لي نِدُّ
إنْ تَقبليْ بيْ إنَّني مَلِكٌ . . . . ذو خِبرةٍ في قَدْرِهِ الفَرْدُ
مُتيقِّنٌ أنتِ الأميرةُ لا . . . . يَدريكِ مُحْصٍ نالَهُ الجُهدُ
مَمزوجَة بهواك عاطِفتي . . . . والليلُ يشربُ وقتَهُ السُّهْدُ
أَمْ أنَّ أوهاماً تلاحقُني . . . . وحَقيقةُ الدنيا هي الضِّدُّ
فيَجولُ بينَ مشاعري حُلُمٌ . . . . حَدَّ الجنونِ ومِنكِ لا وَعْدُ
والناسُ لا تدري الهوى حُرَقٌ . . . . تَكوي فظِلُّ حياتِها بَردُ
أَهواكِ ليتَ القلبُ يَحكُمُهُ . . . . عَقلٌ وعُمْرٌ منهُ يَرتَدُّ
أخشى على قلبي إذا ظهرت . . . . آماله ولديك تنْهدُّ
حتى كأني اليوم يبعثني . . . . وحي كأني منتشٍ أعْدو
فأكونُ ذا حذرٍ ومحترساً . . . . فيشحُّ عند تَبَسُّمي الخَدُّ
ولذا أكون لديك ذا خجل . . . . حتى كأن مشاعري مُردُ
فإذا اقتربتُ أخافُ مِن أَلَمٍ . . . . مِن رَدها فيعوقُنا سَدُّ
"سارا " فؤادي فيك منشغل . . . . وسرابُ رمشي منكِ مُمْتَدُ
ما كان فرقُ العُمرِ ذا أثرٍ . . . . والمرءُ عفٌّ طبعُهُ الجِدُّ
فأراك رُغمَ البُعْدِ لي وهَجاً . . . . يوماً وإنْ يتزاحَمِ البُعدُ
أرنو ولو الحانَ أغنيةٍ . . . . فيها المشاعرُ أو بها وعْدُ
لأُهيجَ بحري في ملاحتِهِ . . . . وأشُنُّ حرباً ما بها جُندُ
وأروحَ للجوزاء أخبرُها . . . . عنْ أنَّ طالعَ برجِكِ الشَّهدُ
وأفجِّرَ الأكوانَ منتشياً . . . . بمشاعرٍ لمْ يحوِها سَرْدُ
ولقد دَلوتَ بما دَلوتَ به . . . . فالرَّدُّ خيرُ رفيقهِ الحَمْدُ
قلبي معلَّقةٌ حبائِلُهُ . . . . بجميلِ ردِّكِ فلْيكنْ رَدُّ
فإذا رفضتِ القبر منتظري . . . . وإذا رضيتِ فبينَكِ الخُلدُ
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق