((( تَعساً لِلعَواطفِ )))
أَ لَيلٌ ما أرى أم ذا نَهارُ . . . . أمِ الأجواءُ يَملئُوها الغُبارُ
أمِ الأحداثُ تَبعَثُ بيْ شُجُوناً . . . . فأشباحٌ أمامي تُسْتَثارُ
فَيعْتُمُ عن طريقي كلُّ حُلْمٍ . . . . جميلٍ ثُمَّ يَرمقُني احتِظارُ
كأنّي سائرٌ في غيرِ دربيْ . . . . وأمضي حيثُ ليس ليَ اختيارُ
أَراني مُثقَلاً هَمّاً فقلبيْ . . . . على الأضلاعِ بُركانٌ ونارُ
أطَعْتُ هَواهُ فيكِ فَمِثْلَ طيرٍ . . . . غدوتُ ودونَ أجوائيْ بحارُ
تَعِبتُ وما وصلتُ لشاطئٍ بل . . . . أطوف وليس قربكِ ليْ مدارُ
لَعَلَّ الصَّدَّ مِنكِ إلَيَّ وَحْيٌ . . . . بأنَّ سِوايَ مِنْكِ لهُ انتظارُ
فأَعماني لِفَهمِكِ عُمْقُ حبّيْ . . . . أحَقّاً ذاكَ .؟ أمْ فيكِ احتيارُ
فأَوْلى إنْ طَوَيْتُ بساطَ رِيْحي . . . . وأرحَلُ حيثُ كانَ ليَ الوَقارُ
فما لِلقلبِ يأخُذُني لدربٍ . . . . نصيبي منهُ هَمٌّ وانهيارُ
فقد أعْطيْتُ حُبَّكِ كُلَّ روحي . . . . فما رَدٌّ لَديكِ ولا قَرارُ
تَبِعتُكِ عامرٌ قلبي بِحبٍّ . . . . وإخلاصي بِحُبِّكِ لِيْ شِعارُ
وكَمْ قَصَصٍ رَوَيْتُكِ من دموعي . . . . وأَظْهَرَ ورطتي فيكِ انكسارُ
فَلَمْ أرَ فيكِ ليْ رُغْمَ اهتمامي . . . . مَكاناً مِنكِ ليْ فيهِ اعتبارُ
فلولا القلبُ ما أذْلَلْتُ دَمعي . . . . ولَمْ يَقْرُبْ إلى نَفسي صَغَارُ
أ ذاكَ أنا المُمَزَّقُ مِن حَديثٍ . . . . لِمَن نَظَروا ومَن نَحْوي أشاروا
وَهُمْ يَتهامسونَ إذا رأَونيْ . . . . فأكْتُمُ خَيبتي بِكِ وهْيَ نارُ
أ ذاكَ أنا المُحَطَّمُ مِن صَمِيمي . . . . أ ذاكَ أنا الذي يَكْسُوهُ عارُ
فَتَعْساً للعواطِفِ حينَ قلبي . . . . مَشى بي حيثُ لا يُنْجي الفِرارُ
فصارَ العيشُ يَغرِزُ فِيَّ سُمّاً . . . . وداري لَمْحُها كَهْفٌ وغارُ
أ تَجذِبُني المُنى فأكونُ سَمْحاً . . . . ونَحوي منْكِ آلامٌ كِثارُ
فَلِيْ أنْ لا أجِيبَ إذا دعاني . . . . فَأخشى أنْ يُلازِمَني العِثارُ
فما لكَ يا فؤادُ عليَّ أمرٌ . . . . ولن ينتابَني منكَ انتصارُ
وقد أوليتَ أوردتي احتراقاً . . . . فلي ثارٌ وليس عليَّ ثارُ
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق