(غفوة عاشق)
ما اعذب العشق المُقيمَ مطوّلا
تمضي به الاشواق غيثا مرسلا
تهمي على الولهان مُغتَبِطا بها
سيلا تدفق بالعواطف مذهلا
ياهكذا العشق الجميل كيانه
اولايكون مع الزمان تبدّلا
كم عاشق وقف الخيال ببابه
ورنا إليه وللسعادة هلٍّلا
يحلو لنظرته الوجود بسحره
ولكم تُراه من الصبابة اثملا
غافٍ على شط الغرام بحلمه
فيرى السعادة اينعت دون البِلا
ولكم ألِمت لعاشق يشكو العنا
والهجر يغرِسُ في جناه المنجلا
يروي إليك بحرقة وتالم
ومن المواقف قد افاض وسلسلا
يشكو الحبيب لصدّه وجفائه
وكأن ناسجة تحاور مِغزلا
ياصاحبي إن الحياة لقسمة
ماضٍ عداك فلا تفُت مستقبلا
ودع الحساب لمن يحاسب جُملة
إنّ النّوال لمن ترفّع واعتلا
ولقاتلٌ للروح ينظر يومه
قبلاً يحين فكم تُراه مُقتّلا
واستطلعِ الدرب الذي ترتاده
واجعل فؤادك في يمينك مِشعلا
وتمعّن الأشياء رغم بريقها
تحت البريق فقد يكون مُهلهَلا
والليل يهرب من خيوط صباحه
والفجر يطلعُ مشرقا بين الملا
والطرف يغري والفؤاد رقيبه
إن حاد عنه فلاتراه مُبجّلا
مافاز من نكث المواثق في الهوى
متقلّب الاهواء حتّى يفشلا
غرس الشكوك بمهجة هامت به
نكا الجراح وللمواجع اشعلا
لايبرء المرء المصابُ بعشقه
حتّى يعود إلى الصعود محاولا
شرفُ المحبّ شموخه عند اللقا
ومن المُحال بعشقه ان يُخذلا
والعشق في وضح النهار مروءة
لا للمراوغ في الظلام تسلّلا
ومن الاصالة ان يبين وضوحهُ
كالبدر مابين النجوم تنقّلا
إن السعادة في الصراحة بالهوى
ولنعم من لَزِمَ المكارم موئلا
ولقد حننت لطرف ليلى في المدى
ولقصرها إذ لاح من شامِ العُلا
ابراهيم رحمون....ابوعازار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق