الجمعة، 12 أكتوبر 2018

الشاعر ياسر فايز المحمد ... دموع الغيم

من وحي هطول المطر ظهيرة يوم الجمعة المصادف ١٢تشرين أول من عام ٢٠١٨ في مدينتي حماة

ضَحِكَتْ دُموعُ الغيمِ وانثالَ المَطرْ
وتَبَسَّمَتْ في الرُّوحِ اَكمامُ الزَّهَرْ

وتمايلَتْ أطيارُ قلْبي وانْتَشَتْ
وكأَنَّها ثَمِلٌ تَرَنَّحَ مِنْ سَكَرْ

والأرضُ عانَقَتِ السَّماءَ بِلَهفَةٍ
طينُ المَواجِعِ شَعَّ نوراً وازْدَهَرْ

والجَدولُ الملتاعُ صارَ قصيدَةً
فَأزاحَ نارَ الشَّوقِ عَنْ ظامي الحُفَرْ

ثُمَّ استفاقَتْ أََدْمُعي وتَهاطَلتْ
حينَ الخيالُ الوَهمُ في جَفني عَبَرْ

وَتَكَدَّسَتْ فَوقَ الضُّلوعِ حَمائِمٌ
تاقَتْ للَمِّ الشَّوقِ عَنْ مُهرِ السَّفَرْ

وتَبَعثَرَتْ شَمْعاتُ عُمري في المدى
لِتُريقَ في الأحداقِ آلافَ الصُّوَرْ

دَلَفَتْ إلى رَوعي كَلَهفةِ نَجمةٍ
ترجو قضاءَ اللَّيل في حِضنِ القَمَرْ

ما أنبلَ الأوجاعَ إِنْ بِتْنا بها
نَغماً رَصيناً لا يراوِدُهُ الوَتَرْ

أوْ دفقةً مِنْ عطرِ حُزنٍ واهِبٍ
يُهدي فَضاءَ الكَونِ غَيماتِ القَهَرْ

و جمارَ وجدٍ يصطلي بكُبودِنا
فَيَزِفُّ في الأجفانِ أعراسَ السَّهَرْ

واحَسرَةَ الأحلامِ هيضَ جَناحُها
مُذْ أُسْكِنَ الشَّيطانُ في عَقْلِ البَشَرْ

أَحَبيبتي لا تَعْجَبي مِنْ شاعرٍ
مُتَمَرِّسٍ في الحزنِ دَيدَنُهُ الكَدَرْ

شَنَقَتْ وحوشُ اللَّيلِ نَجمَةَ عُمْرِهِ
فغدا أسيرَ اليأسِ مَسلوبَ الوَطرْ

أَوْ تَهزَأي مِنْ زهرِ ثَغرٍ باهِتٍ
فَأَنا عميقُ الغورِ في بَحْرِ الفِكَرْ

وأنا رفيقُ النَّايِ صَهلَةُ غُرْبَةٍ
وعزيفُ حُزنِ الرِّيحِ في روحي انتَشَرْ

وأنا كُرومُ التِّينِ عَلْقَمَها النَّوى
-شَهدُ الوصالِ جريمَةٌ لا تُغْتَفَرْ-

وأنا حُقولُ القمحِ حَرَّقَني الظَّمى
وَكبا بِبِئري الماءُ والجمرُ اسْتَعَرْ

وأنا اغْترابُ الدَّربِ حِيرَةُ يوسُفٍ
ألقَتْ إلى الذّئبانِ قُمصانَ الأَشَرْ

وَأنا احتِضارُ الشَّمسِ أرهَقَ نورَها
لَيلٌ طويلُ الصَّمتُ حارِسُهُ الضَّجَرْ

عُذراً ربيعَ القلبِ إِنْ جَفَّ الهوى
فَسنابِكُ الحرمانِ ما أَبْقَتْ أَثَرْ

لَكِنَّني رغمَ الهجيرِ بداخلي
مازِلْتُ أرجو اللهَ في صوتِ المَطَرْ

...ياسر فايز المحمد-سوريا-حماة...

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...