(حمام الأيك)
رَقَّتْ حَمامُ الأيكِ حين تأوَّهَتْ
ليلى قبيل الفجر دون بكاء
فعلا الهديل وصفقت بجناحها
حزنا برفع الرَّأسَ للعلياء
وتَحلقت فوق الديار دوائرا
عَجَمَتْ تفيض بِحُرْقَةٍ ودعاء
أواه ياليلى فدتك نواظري
ونزيف روحي من رحيق دماءِ
إني قتلت مغربا قيد النوى
وجراح داري تستغيث ورائي
ولقد أتوق لفسحة في حيِّنا
رغم النوى متأبطا أشلائي
إني كرهت بأن أموت مغربا
وَلِحُبِّ ليلى لايحين وفائي
وتموت لهفة خافق متألم
حاني الفؤاد لجنّة الفيحاء
لعبيرها وريامها وجمالها
حينا تفوح بريحة الحِنّاء
للبُنِّ تعبق في الصباح رياحه
ولهَيلِهِ الفوّاح قُرب الماء
ولبسمة الثغر العبيق من الشذى
لمّا تلوح بعينها الخضراء
هي بسمة القلب العفيف تفضّلا
خلف الوشاح برقَّةٍ وحياء
وبقدّها الممشوق قد فُتِنَ الدجى
ألِقا يميس على حبال ضِياء
يالفتة السمراء مُشعلة دمي
سكنت مهاج القلب في الانحاء
ولقد شممت من الحنين عبيرها
بمفازة الهجران ضِمنَ ردائي
عفتِ السنين عل معالم وصلنا
ونما الهُيام عل حِبال وفاء
وكأنّ شوقيَ قد تطاول في المدى
بمشاعل التحنان للجوزاء
بقصائد زهر تفوح بذكرها
كالدرّ شعَّ بلجة الظلماء
لهفي على بدر تألّق في الحمى
يرنو إليّ معللا بلقائي
روحي إليك ومقلتي مشدودة
وعلى الزمان ولايُضير عنائي
إني حننت بيادرا من حييّنا
إني حننت لديرة الكرماء
ابراهيم رحمون.....ابو عازار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق