===== رام الله والبيرةُ ...سيّدةُ المصايفِ
ربّــــاهُ مـــا أحــلـى الـتـذكُّـرَ والـحـنـيـــنْ ..... لـمـرابـعٍ ذُقْـنـا بـهـا شَـهْـدَ الـسّـنينْ !!
مــا بـقـعةٌ فــي الـكـونِ تـعـدلُ حُـسنَهــا ..... بـشمالِ مَـسرى أَحـمدَ الـهادي الأميــنْ
لــــو أنَّ حــبــةَ رمــلِـهـا قــــد قُــيِّـمـــتْ .....أَلـفَـيْـتَها أغــلـى مــن الـــدُّرِّ الـثّـمـينْ
أمُّ الــمَــصـائـفِ والـــحَـــرورُ تــأهّــبــت ......جــمَـراتُـهُ تــكـوي وجــــوهَ الـعـالَـمينْ
تَــلـقـى بــهـا نَـيْـسـانَ فـــي تـمّـوزِهـــــا ..... والـنــارَ بَـــرْدًا صُـيِّــرتْ لـلـصـائـفينْ
عـهــدًا عـلـيـنـا لــــن يــطــولَ غـيـابُـنـا ..... أو نــتـركَ الأوطـانَ نـهْـبَ الـمـعتدينْ؟
فـالـلُّـؤمُ يـجـري فــي عــروقِ دمـائِـهـــم ..... إنْ نـنْــسَ يـومًـاُ ذَكّــرونـا كـــلَّ حــيـنْ
لـم نـنسَ ( قِـبْيةَ ) فـي حِـماكِ فريســـــةً ..... فــتَـكـوا بــهــا لَــيـلًا ،بـأهـلٍ وادعــيـنْ
ذبــحـوا الـصـغـارَ مـــع الـكـبـارِ بِـخِـسّـةٍ ..... فــاقـوا الـمـغولَ تـوحُّـشًا،بِئْسَ الـقَـرينْ
هـــا هُـــم بَــنـوكِ الـغُـرُّ هَـبُّـوا لـلـعـــدى ..... خــاضـوا جـهـادًا يـعـدِلُ الـنـصرَ الـمُـبينْ
شـمسُ انـتفاضتِهمْ تـفيضُ على الـورى ..... نُــــورًا تــــراهُ عــيــونُ أقـوامٍ عَـمـيـنْ
وإذا الـــغـــزاةُ تـــجـــدّدتْ أحــقــادُهــمْ ..... كــي يُـرهـبوا شـعـبًا أبـى أنْ يـستكيـــنْ
نـصَـبوا الـحـواجزَ كــي تـؤمِّـنَ جـيشَهم ..... فـــإذا بــهـا فـــي حــاجـةٍ لـلـحـارسـيـنْ
حصــروا نــذالـتَـهـم بكشــف نسـائـــنــا.... وتـحـــرُّشٍ يُــــؤذي الــلّـواتـي والّــذيـــنْ
فـلـذاكَ (عَــيْـنُ عَــريـكَ) نــادتْ أهـلَـها: ..... أيــــنَ الأُســــودُ؟ فــزمـجـروا مـتـألِّـبينْ
كـنَـسـوا الـحـواجـزَ والـقـمامةَ والـعـدى ..... وكـــأنَّ (مـعـتـصمًاُ)جَفا نَـــومَ الــقُـرونْ
ولْــتـسـألـي (سَــلـوادَ) عـن آســادِهــــــا ..... حــذقـوا الـــدروسَ وطـبَّـقوا لـلـدّارسينْ
طـردوا الـذّئلبَ معَ الـضـباعَ فـهـرولتْ ..... تـــذَرُ الــمــواقعَ مــلـعـبًـا لـلـثـائـريــــنْ
وادي الــحَـرامِـيّـيـنَ عـانــقَ (ثـــائــرًا) ..... أرْدى الــذيـنَ بـجُـحـرْهمْ مُـسْـتَعصِميـنْ
وتَــنـسّـمـتْ سُــــرْدا ويــبــرودُ الــهـنــا .....حــيـنَ الـحـاواجـزُ أقـلـعـت بـالـمجرمينْ
واقــصِــدْ إلــى بِـلـعـينَ قــبِّـلْ أرضَــهـا ..... والـثـائـريـنَ عــلــى جـــدارِ الـمـعـتدينْ
صـبـرتْ عـلى حـرِّ الـجـراحِ فـحـطّمتْ ..... بـدمـائِـهـا سُــــورًا يُــــواري الـغـاصـبينْ
وبـبـيـتَ ريــمـا قـــفْ وحـــيِّ أسـودَهـا ..... أسْــرى وقــد حُـكِموا بـما فـاقَ الـقُـرونْ
شــهـداؤهـا حــنّـى الــتـرابَ دمــاؤهـمْ ..... والـمِـسـكُ فـــاحَ بـجـوِّهـا لـلـشـاهديـــــنْ
واذهـــبْ لـكـوبَـرَ سـائـلًا عــن أُسْـدِهـا .....عـشـقوا الـشـهادةَ عـشـقَ أُمٍّ لـلـبنيــنْ
في القدسِ؛ في عمّانَ ؛في لبنانَ ؛ فـــي .....أرضِ الـشّـآمِ،بـهنَّ كـم لــيـثٍ دفــيــــنْ
وبــكـلِّ سـجـنٍ فــي فِـلَـسطينِ الـفِــــدا ..... عُـمَـداءُ أســرى لــم يُـبـالوا بـالـسـجــونْ
أبـطالُـنـا الأصـفـادُ تـعـشـقُ لحـمَـهم ..... أنَّ الـحـديـدُ وغـزمُـهـم رفـــضَ الأنــيـنْ
واذهـبْ إلـى(حَـلْميشَ) واسألْ أهـلَها ..... عـــن يـافـعٍ مـنّـا وقــد دهــمَ الـحُـصونْ
لــمّــا تــمــادى الـظـالـمـون بِـبـغـيِّـهم ..... وقَد َ استباحوا المسجدَ الأقصى الحزيــنْ
والـدَّيـــر لا أنــسى بــسالةَ أهـلـِهــاَ ..... والــخـصمُ يـشـــهْدُ أنّـــهــم أُسـد الـعَـريـــنْْ
عـابــودُ تــشـهـدُ كـــم شـهـيـدٍ زفّـــهُ ..... حَــنّــا وأحــمــدُ لـلـضـريـحِ مُـشـيّـعـيـــــــن
لــكـنَّ رام اللهَ َ لـيـستْ لـلـوغـــــى ..... تـــذرو بَـنـيـها عـــن شِـمـالٍ أو يَـمـيـنْ
بــــل زوّدتْ أشــبــالَــهـا بــحــقـائـبٍ ..... بـالـعِـلـمِ تــزخَــرُ ،لــلـعُـلا مـتـوهّـجـينْ
زُرْ بـئـرَ زيــتٍ تـلـقَ جــامـعـةً بـهــا ..... مــنــهـا تـــخــرّجَ قـــــادةٌ مـتـمـرِّســــون
مــــــروانُ مـنـهـم،والـشـقاقيُّ ابــنُــهـا ..... وكـــذاكَ عـيّـاشٌ،غـدَوْا فــي الـخـالـديـــنْ
أتــبـاعُ طــه َ والـمـسـيـحِ بَأرضِـهــا ..... يُــحْـيـونَ عُــرْسًــا أو عــــزاءً أجـمـعـيـــنْ
وبـديــر غسّـانً صُـداحُ طُيـورِهـــا ..... عَذـذْبُ الـقريـضِ شَـداهُ قـــومٌ
مُـبـدعـونْ
بـلِّغْ حَـمامَ الـسِّـلمِ إنْ جـئتَ الـحِمى ..... واشــرحْ ( لــرامَ اللهِ)عــن وَجْــدٍ دَفـــيـــنْ
قُــل( لـلـمنارةِ) مـا نَـسـيتُ سـبـاعَها ..... وأرى الـلـقـاءَ بـحِـضـنِها عَــيـنَ الـيـقـيــــــنْ
ومَـعـاهـدٍ لـلـعِـلْـمِ فيـهـا لــمْ تَــــزَلْ ..... بـعُـيـونِـها تــــروي نــفـوسَ الـظـامـئيـــــنْ
و(الــبــيـرةُ ) الـغَــنّـاءُ أُخـــتٌ تَــوْءَمٌ ..... هـــيَ جَــنّـةٌ تُــفْـدى بـحـبّـاتِ الـعُـيـــــــونْ
واحـمـلْ إلــيْـنـا مــن ثَــراهــا حـبّــةً ..... تـبـقـى لــنـا شـمسًا تَشِعُّ مــن الجبــيــــــنْ
ربّـاهُ واجْــمعْ شــمـلَـنـا بـربـوعِـهـا ..... يــومًــا يـتـيـمًـا ثُــــمَّ أهْــــلاً بـالـمـنـــــونْ
********
شعر :عبد الرازق البرغوثي
بلدة كوبر - محافظة رام الله - فلسطين
ا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق