نهر الصفاء
أيا نهرَ الصفاء ِرعاكَ ربّي
سقيت َبأرضِنا كرماً ودارا
وكنتَ دليلَنا في كلِّ رُزء ٍ
وتُرشدُنا إذا بِتنا حيارى
وكنتَ السترَ في كلِّ اختبار ٍ
وكنتَ غنىً إذا ذُبنا افتقارا
تركتُكَ مُرغماً فوجدتُ أنّي
تركتُ الزرعَ خلفي والثمارا
فإن أُبعدتُ عن نهري فإنّي
بقيتُ أسوسُه ُإلفاً وجارا
فذاكَ النهرُ سارٍ في فؤادي
ولستُ أطيق ُعن نهري اصطبارا
يلوِّعُني بألوانِ الرزايا
وقبلي شاعرُ الشعراءِ حارا
وأحسبُه سيطفأُ جمرَ روحي
فيشعل خافقي نورا ًونارا
كريح ٍشدَّ عاصفُها بليلٍ
فحرَّك َراكدَ الشكوى فثارا
يمزّقُني صريرُ الريحِ حتّى
يبعثرُني فلا أجدُ الخيارا
أأبقى مُبعداً عنه ُوذنبي
بأني جئتُ للمنفى فرارا
فيلبسُني الخصيُّ ثياب َبؤسٍ
و يلبسُ مهجتي إثماً وعارا
فيا نهري العتيقَ ألستَ تدري
بأنّا في محبَّتكم أسارى
فإن تقبل محبَّتنا فرفقا ً
بمن في الحبِّ قد ذاقَ المرارا
وإن أُنسيتَنا فاذكر بأنّا
لزمنا الصمتَ حلما ًأو وقارا
فلا تحفل بمن خلّاك يوماً
كعصفورٍ أتى الوادي وطارا
أيا نهري أحبُّك رغمَ أنفي
ونارُ هواك َتزدادُ استعارا
فحاذر أن أراكَ بقربِ غيري
تؤانسُه ُوتتركُني اغترارا
وكن مثلي مُحبّاً لا يُجارى
وإن راموا مذلَّتهُ توارى
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق