الخميس، 6 سبتمبر 2018

الشاعر عارف عاصي .. سلي العروبة

ســَلِــي الـعُـرُوبَــةَ
___________________

سَلِي أُهَـيْلَ الحِمَىَ عَنْ فِـعْلِ مَاضِينَا
وَاسْتَـنْطِقِي الحَقَّ إِنْ رُمْتِ العُلا فِينَا

سَـلِي خُـيولاً لَـهَا بِالحَـرْبِ مَـنْـزِلَـةٌ
وَ كَـيْفَ أَضْـحَـتْ بِـعَـارِ الهَـمِّ تَـأتِينَا

سَلِي سُـيُوفـاً عَلَى الأَعْدَاءِ مُصـْلَتَـةً
وَ كَيْـفَ بَـاتَـتْ تَـحِـزُّ الـيَـوْمَ غَالِينَـا

لا تَـسْـأَلِـي إِنَّـــنَـا يَـا أُمُّ مـَهْـزَلَــةٌ
بِـتْـنَـا المَـشَـائِـيـمَ إِذْ كُـنَّـا المَيَامِينَا

لا تَفْـتَحِي الجُرْحَ إِنَّ الجُـرْحَ مُمـْتـَلِئٌ
وَ الهَـمُّ فَـوْقَ الرُّبَي يَبْـكِي لِنَـاعِـينَا

سَـلِي العُرُوبَـةَ وَ اﻷَكْوَانُ مَسْرَحُـهَا
مَنْ ذَا يُـعِـيدُ لَهَـا اﻷَمْـجَـادَ يُحْـيِـينَـا

كُـنَّـا بِـدِينِ الهُـدَى نَـحْمِي رُجُولَـتَـنَا
ثُـمَّ انْـثَـنَـيْـنَـا وَ لا عَـهْـدٌ فَـيَحْـمِـينَا

سَلِي العُرُوبَـةَ عَنْ سَعْدٍ وَ عَنْ عَمْرٍو
وَ عَـنْ لَـيَـالٍ لَـهُـمْ لِـلدِّيـنِ تَـالِـيـنَـا

سَـلِي الـعُـرُوبَـةَ عَـنْ أَمْجَادِ أنْـدَلُسٍ
وَ اليَـوْمَ أَنْـدَلُـسٌ ضَـاعَـتْ فَـتُـرْثِـينَا

يَـا أُمُّ تَـلْـكَ الرُّبَى وَ البَـدْرُ يَـحْرُسُهَا
أُنْـشُـودَةُ العِـزِّ تَـحْـكِي عَنْ مَغَانِينَـا

يَـا أُمُّ وَ الآَهُ فِـي كَبِـدِي تُـزَلْـزِلـُنِي
وَ مَـنْ يُـواسِي حَرِيقَ القَلْبِ مَحْزُونَا

سَـلِي دِمِشْقَ وَ بَـغْدَاداً سَـلِي يَـمَناً
كَـيْفَ اتَّـحَـدْنَـا فَـكَانَ النِّـيلُ يَـرْويِـنَا

يَـا عُـقْـبَةَ الخَـيْرِ فِي فَـتْحٍ ﻹِفْرِقْـيَـا
هَلِ انْـكَسَرْتَ لأَنَّ الغَـدْرَ يَـكْـويـنَـا؟

يَـا طَـارِقَ الـعِـزِّ إِنَّ الـدِّيـنَ عَـرَّبَـنَـا
لَـمْ نَـدْرِ شَعْبـاً وَ لا عِـرْقاً يُجَـافِـينَـا

وَ سَلْ قُـتَيْـبَـةَ فَتْحَ الشَّرْقِ مُؤْتـَزِراً
سَيْحُونَ جَيْحُونَ صَوْتُ الشَّرْقِ يَشْدُونَا

اللهُ أَكْـبَـرُ فِـي اﻷَكْـوَانِ تُــنْـشِـدنَـا
وَ الـحَـمْـدُ للهِ تَـسْبِـيحَ المُصـَلِّـيـنَـا

وَقَفْتُ وَحْدِي وَحَرْفُ الضَّادِ حَاصَرَنِي
وَ الحُـزْنُ عَـنْ مَـنْطِقِ الآلامِ يُـلْهِـيـنَا

كَـتَـبْـتُ مَـرْثِـيَّـتِي فِي أُمَّـةٍ غَـرَبَـتْ
شُمُـوسُ بَـهْـجَتِهَا وَ اللَّـيْـلُ يَطْـويِـنَا

فَمِنْ عُـيُونِي وَ آَهَاتِي الحُرُوفُ جَرَتْ
أَنْـصَـافُ نُـونِـيَّـةٍ فِـيـهَـا أَمَـانِـيـنَـا

كَمْ صِرْتُ أبْـكِي وَ نَـارُ الآَهِ تَقْـتِـلُنِي
جُـدْرَانُ دَارِي وَ أَبْـنَـائِي.بَـواكِـيـنَـا

فَـلا جَـمَـالٌ وَ أَرْضُ الـشَّـامِ بَـاكِيَـةٌ
وَ لا عَـبِـيـرٌ مِـنَ الأَحْـبَـابِ يَـأتِـيـنَـا

وَ القُـدْسُ فِي قَيْدِهَا تَـبْكِي رُجُولَتَـنَا
وَ الدِّجْـلَـتَـانِ بِـمَـاءِ الـدَّمْعِ يَجْرِيـنَـا

واللَّـيْلُ سَاجٍ وَ غُـولُ الحِقْدِ يَأكُـلُـنـَا
وَ كَـمْ جِـرَاحٌ مِنِ الإِغْـضَـاءِ تَـفْـرينَـا

لَـسْـت ابْـنُ زَيْـدُونَ يَـا وَلادَةٌ أَبَــداً
لَـكِـنَّـنِي عَـارِفٌ عَاصِي الشـَّيَـاطِينَـا

أَضْـحَىَ الـتَّـنَـائي أَيَـا أُمِّي يُسَاكِنُـنَا
فِـي قَـعْـرِ دَارِي تُـفَرِّقُـنَـا أَحَاجـِينَـا

أَوَّاهُ ،.يَـا أَسَـفِـي دَارَ القَـضَاءُ بِـنَـا
وَ يُـبْدِعُ الغَـرْبُ  شَرْخـاً مِن مآَسـِينَا

مَاذَا أَقُـولُ وَ نَـحْـنُ أَهْـلُ مَـكْـرُمَـةٍ
وَ النّـارُ تَـعْـبَثُ ؛جَـالَتْ فِي حَوَاشِينَا

فَـكَـمْ زَرَعْـنَـا عـَلَى شَـطٍّ لـَنَـا أَمَـلاً
وَكَـمْ حَصـَدْنَا مِنَ الأَحْـلامِ نَـسـْرِيـنـَا

تَـطَاوَلَ الـكُـلُّ يَـاأُمِّي وَ يـاوَطَـنِـي
وَ الْـهَـمُّ ألْـقَـىَ مَـرَاسِـيَـهِ بِنَـادِيـنَا

يَـا أُمَّــتِـي عَـوْدَةً فَـالحَـقُّ رَائــدُنـَا
وَ الدِّيـنُ سِـرٌّ بِـهِ نَـصْـرُ الْمُـوَالِـينَـا
_______________________
22/ 12 / 1339
01/ 09 / 2018

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...