((… ألسْنا مِنْ دمٍ…))
لأنَّكَ لمْ تكنْ إلّا كذاتي
وجدتُكَ في الحياةِ كما حياتي
نعيشُ كأخوةٍ، إذْ ما افترقنا
نكونُ سويَّةً بعدَ المماتِ
و إنْ ركضتْ بنا الدُّنيا سريعاً
فنحنُ لعدْوِها بينَ السُّعاةِ
نفتِّشُ عنْ متاهاتٍ و منفى
فلا نلقى المنافي في الفلاةِ
و تركلُنا الحياةُ بكلِّ أرضٍ
لنبقى كالرِّياحِ العاتياتِ
أنبقى هكذا منْ غيرِ حادٍ
و تبقى العيرُ هاديةَ الحُداةِ
و منْ أيِّ الزَّمانِ أتتْ إلينا
دواهٍ تمتطي كلَّ اللغاتِ
و باتَ الحرفُ في نومٍ عميقٍ
و ما لغتي استفاقتْ منْ سُباتِ
و ليسَ بصرفِنا تصريفُ حربٍ
و أعجزَ نحوُها نحوَ النُّحاةِ
و جاءتْنا الليالي شارداتٍ
و جمّعَ شملَها أدهى الدُّهاةِ
فأضحى يومُنا منْ غيرِ شمسٍ
و صرْنا مرتعاً للموبقاتِ
كأنَّا كالهباءِ بلا ثباتٍ
و صرنا كالقطيعِ بلا رعاةِ
و فوضى فوقَ فوضى فاوضتْنا
و كانَ الظُّلمُ فوقَ الطَّاولاتِ
ألسْنا منْ دمٍ و لنا شعورٌ
و إحساسٌ ككلِّ الكائناتِ
هلِ الإنسانُ آلاتٌ و حربٌ
أمِ الإنسانُ نهبٌ للعداةِ
إذاً فليروعِ الأوغادُ عنَّا
فلا ليلٌ يدومُ معَ الطُّغاةِ
و إنَّ الصَّبحَ موعدُهُ قريبٌ
و نورُ الفجرِ بعدَ الليلِ آتِ
عبدالرزاق الأشقر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق