الجمعة، 28 سبتمبر 2018

الشاعر د. فواز البشير .. ويلي من النساء

ويلي من النساء

في أفقٍ مبعثرِ الأجزاء ...
تطوفُ بي جارية ٌ
كأنّها وردٌ وماء ...
وخلفَها سنابلُ القمحِ
تموجُ في عناء ...
كأنّها قد نبتَت في موسمِ الشتاء...
تقولِ لي :
يا شاعري
أليسَ من بلاغةِ الشعّر
وذوق الشعراء...
أن يذكروا في شعرِهم
محاسنَ النساء ....
فما الذي تجيدُه
غيرَ الأنينِ والبكاء...
وما الذي تعرفُه ُ
عن الدفوفِ والغناء..
وهزّةِ الخصرِ إذا ما حثّهُ
لحنٌ جميل ٍ
في المساء ...
وهمسة ٌرقيقةٌ
تبعثُ بعضَ الدفءِ
في الأجواء ...
أما مللتَ
من أناشيدِ المديحِ والهجاء ...
أما شبعت َسيّدي
من الرثاء .....
ما الشعرُ إلا
أن تبث َّالوجد َ
ساعةَ اشتهاء ....
وتذكر َالحبيبَ في تلوّع ٍ
أو في فناء....
ما الشعرُ إلا طللٌ
ترنو إليهِ من وراء.....
فأين َمن أشعارِكَ الحنين ُ
للشقراء ِوالسمراء ....
وأينَ من أشعارِك الأسماء....
وأينَ فاطم ُامرئِ القيسِ التي
تسيرُ في صحراء...
وتترك ُالشاعرَ في سكرتِه
كأنَّهُ أشلاء...
وعبلةُ التي مَلَت أخبارُها
جو َّالسماء ...
تميلُ في صبوتِها
وتترك ُالفارسَ مهموماً
يعيش ُفي خواء....
وأينَ ليلى وبثينةُ التي
غرامُها قد عطَّر الأجواء....
ما عاد َللشعرِ جمالٌ
مذ حجبتمُ النساء ....
ما عادَ للشعر ِجمالٌ
مذ حجبتمُ النساء ....
وغادرَت...
وفي صدى كلامِها
مسبَّةٌ
وطعنةٌ
وحيّةٌ رقطاء....
فمن يقولُ منكم ُ
قصيدة ًعصماء ....
ليخبر َالمرأةَ عن أحوالِنا
وعن قلوبِنا التي
تحوّلَت لصخرة ٍكأداء ....
وعن تراكم ِالثلوج
في حياتِنا
وعن صعوبةِ البقاء.....
الشعرُ صار َمأتما ً.....
وخلفَ كل قطعةٍ
ألفُ عزاء .....

د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...