الجمعة، 3 أغسطس 2018

الشاعر هشام الصفطي .. رثاء فتاة عشرينية منتحرة

رثاء فتاة عشرينية منتحرة

أيَهْمي وُجومُ الرُّوحِ في خَدِّكِ الوردِ
وَتَسْعَيْنَ بينَ الإِنْسِ في وَحْشَةِ الفَرْدِ

تُرَجِّينَ عِنْدَ الدَّهْسِ وَ المَوْتِ رَاحَةً
مِنَ الأَرضِ وَ الإِنْسَانِ وَ الحُزْنِ وَ الجَهْدِ

وَجَدْتِ حَيَاةَ النَّاسِ سِجْنَاً وَ مِحْنَةً
وَ فِي الهُلْكِ فَكَّاً لِلْأَسِيرِ مِنَ القَيْدِ

فَهَلْ لَاقَتِ الرُّوحُ المُعَذَّبَةُ الفَنَا
ءَ أَمْ لاقَتِ النِّيرانَ أَمْ جَنَّةَ الخُلْدِ؟

أَلَيْسَتْ مُلاقاةُ الحِمَامِ شَجَاعَةً
تُوَلِّدُ مَجْدَاً للنُّفوسِ مِنَ الفَقْدِ؟

لَقَد شَغَلَتْ أَخْبارُ مَوْتِكِ أُمَّةً
فَهَل قَد سَلَكْتِ الإِنْتِحَارَ إِلَى المَجْدِ

أَحَسَّ بِكِ اليَومَ الذي كانَ ساهِياً
وَ زَلْزَلْتِ قَلْبَاً كانَ كالحَجَرِ الصَّلْدِ

وَ أَنقَذْتِ عَيْنَ الأَقرِباءِ مِنَ العَمَى
وَ قَدْ طَعَنَتْ أَرْواحَهُمْ مُدْيَةُ البُعْدِ

نَزَحْتِ عَنِ العَيْشِ الذي صَارَ غَابَةً
تَصارَعَ فيها النَّاسُ بالجَهْدِ وَ الكَدِّ

وَ سوقاً غَلَا سِعْرُ الحُطامِ بهِ وَلا
يُساوي بِهِ الإِنْسانُ نَزْراً مِنَ النَّقْدِ

وَ كَمْ مِن قَتيلٍ مِن جَفاءٍ وَ قَسْوَةٍ
وَ دُنيا غُرورٍ بَرقُها كاذبُ الوَعْدِ

لماذا تَعَجَّلْتِ الذّهابَ وَ كُلُّنَا
سيختالُ مِن نَسْجِ المَنِيَّةِ فِي بُرْدِ

أَيُقْطَعُ دَوْحٌ يُرتَجى طِيبُ طَلْعِهِ
وَ يُسْحَقُ ظَبْيٌ رَائِعُ الوَجْهِ و القَدِّ

وَ تُحْرَقُ أَزْهارُالحَياةِ بِفَوْرَةٍ
لِتَنُّورِ يَأْسٍ جَمْرُهُ دَائِمُ الوَقْدِ

دَخَلْتِ مَتَاهَاتِ اكْتِئَابٍ وَ وَحْشَةٍ
لِوَالِدِكِ المَفقودِ ثُمَّ مِنَ الحِقْدِ

وَجَدتِ مُحيطَ الأَهْلِ بَحْراً مِنَ الأَذَى
فَلَيْسَ وفيٌّ بينَهُمْ أوْ أَخو عَهْدِ

فَهَلْ قَدْ أَصَبْتِ الحَقَّ حِينَ تَرَكْتِهِمْ
وَ هَلْ في انزِهاقِ الخَيرِ للشَّرِ مِن رُشْدِ

فياربُّ هل أَذْهَبْتَ عَنْهَا هُمومَهَا
وَ أَبْدَلْتَ مُرَّ العَيْشِ بالموتِ بالشَّهْدِ

لَقَدْ كانَ هَذا العَيشُ في حِسِّهَا لَظَىً
فَهَلْ موتُها مُفْضٍ إلى السَّلْمِ وَ البَرْدِ

( شعر هشام الصَّفْطِي)

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...