الاثنين، 13 أغسطس 2018

الشاعرة سعيدة باش طبجي .. مالِي خِيارُ

*****مَالِي خِیارُ *****.

أنا في صَبْوتي مَالي خِيارُ
و لوْ في مُهْجتي سَكَنَ المَرارُ

و لوْ مِنْ لوْعتي الأنهارُ جفَّتْ
و لوْ مِنْ دمْعتي فاضتْ بِحارُ

و لوْ عَتَمتْ بأفيائي لَيالٍ
على أعْتابها انْتحرَ النَّهارُ

فهذا العشْقُ عرَّشَ في شِغافي
كما فُلٌّ و إكْليلٌ و غارُ

فرغْمَ مواجعي و إسَارِ وجْدي
أنا جذْلى و يُسْعِدني الإسَارُ

أعيشُ مواجعي عِشْقا هياما
و أضْلاعي لها  وطنٌ و دارُ

أعُبُّ صَبابتي..أقتاتُ و جْدي
كما لو أنّه نورٌ و نارُ

أنامُ بحِضْن أحْلام التَّلاقي
و يَحْضنُ صبْوتي مِنها إِزَارُ

و شَوْقي للأحبّةِ يرْتدِيني
و تسكُنُني المَرابعُ و الدِّيارُ

و لي نبْضٌ نسيج من دِمَقْسٍ
وفي أسْلاكه يزهو النُّضارُ

حروفي في دِناني عابقاتٌ
لها مِنْ صَبْوتي الوَلْهى اختمارُ

على شُبَّاكِها ينْداحُ ظلٌّ
و ترْتاح المواجِعُ و المَرارُ

و يرْويها الغمامُ هُطولَ عطْرٍ
و تُرْضِعها اللّيالي و النّهارُ

و من جَمْرِ الحنينِ تُضيء نارًا
و يُدفئُها من الجمْرِ الدِّثارُ

فلي في الشِّعْرِ وصْفةُ مُسْتهام:ٍ
حنينٌ، صَبْوةٌ ،سِحْرٌ، بَهارُ

و لوْلا صَبْوتي ما دَرَّ شعْري
بأقداحٍ من السّلْوى تُدارُ

و ما مَاستْ حروفي في شُفوفٍ
عروسًا في مفاتنها  أَحارُ

و ما في جيدِها اَخْتالت عقودٌ
ليزهوَ في مَعاصِمِها سِوارُ.

بأفْياءِ القصيدِ أهيمُ عِشْقا
و ما في صَبْوتي عيْبٌ و عارُ

فطُوبَى للقصيدِ لهيبُ عشْقي
و للعشْقِ القصائدُ و النُّضارُ۔

                   (سعيدة باش طبجي -تونس)

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...