= = = = = = = = الصب = = = = = = = =
خـلـيـلي مـا أقـسى الـكـلامُ عـلى الـقـلـبِ
…….…. وما أثـقـلُ اللـيـلُ الـطـويـلُ عـلى الـصبِّ
ولـي خــافــقٌ أنــأى بِــهِ عــن مــــلامـةٍ
…….…. وأنـأى عـن الـتـعـزيـرِ واللـومِ والشجـبِ
ولــكــنـهُ يــهـوى الــحِــسـانَ بِــطــبـعِـهِ
…….…. ومـنـذُ لـيـونِ الـظـفـر فـي عُــمُـر الـدبِّ
تـمـادى اضطـراباً في الـخـفـوقِ كـأنَّـمـا
…….…. تـلاطـمُ مــوجٍ أو كـمـعــمـعـةِ الـحــربِ
تـحــيَّـرتُ فـي فـهـمـي لـهُ مِـن تــقــلـبٍ
…….…. كـخـائض بحـرٍ حـارَ في نجـمةِ الـقـطبِ
فــطـبـعُ الــذي يــهـوى إذا رامَ خـــلـَّــهُ
…….…. فـيهوي كما يهـوي الفراشُ عـلىِ اللهـبِ
يــحـثُّ الـخـطـى فـي سعـيِـهِ في تسابُـقٍ
…….…. فـيـسعى كـما يسعى الحـمامٌ عـلى الحبِّ
ويُــطـلـقُ لـلـدمـعِ الـعــنـانَ مِـن الأسـى
…….…. ولا العينُ تشكـو الغوثَ من شدةِ السكبِ
ويـعــلو إلـى الـسـبـعِ الـطِـبـاق أنـــيـنُـهُ
…….…. فـيـودي بـريش الـحـائمات إلى الزغـبِ
أكــابِـــدُ لــيـلاً مِـن بَــــــطـيء دبــيـبِــهِ
…….…. فـيـأتي إلي الـصبحُ بالـضوءِ والصخـبِ
لــعـمـريَ إنـي فــائـقُ الـصـبـرِ إذ نــأى
…….…. عـلى مطلـبي دربي الطويلُ عـن الدربِ
فـكيفَ استطعـتُ الصبرَ عـن فـقـدِهِ وقـد
…….…. شـكـت نــفـسـي فـقـدَهُ وهـو فـي قــربي
لـيَ اللهُ لو لاقــتــيــتُـهُ بــعــدَ غــــــيـبـةٍ
…….…. فأُلـقي بنـظـراتٍ فـتُغـني عـن الـعـتـبِ
ويـبـقـى اجــتـرارُ الــذكـريـاتِ وسـيـلـةً
…….…. أعـينُ بها نفسي عـلى الـكـربِ الصعـبِ
إلى الله أشكـو مُخـلصاً ضعـفَ حـيـلـتي
…….…. وأنـدبُ لـو أضـحـى يُـطـاوعـني نـدبـي
قــبِــلـنـا عــذابَ الله فـي الــذنـبِ إنَّــمـا
…….…. عـذاب النوى والهجرِ ما كانَ عـن ذنبِ
فـلـيـس لـنـا مَـنـجـى بــغـيـرِ شــفـاعـةٍ
…….…. مِـن المصطفى الـمخـتارِ واسطةُ الربِّ
* الدَب: الدبيب أو الزحف.
من بحر الطويل والقافية من المتواتر
بقلمي / سعد محمود الجنابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق