الخميس، 30 أغسطس 2018

الشاعر عبد العزيز الصوراني .. الى شفتيك .....

إلى شَـفَتَيكِ مَهَّدتُ الطريقا
ووَسَّـعتُ المَوانِئَ والمَضِيقا

وغُصتُ ببحرِكِ المَملوءِ وَرداً
ومَوجُ العِطرِ يَجرِفُني عَمِيقا

وغافَـلتُ اللٱلِئَ في الدَّوالي
وغازَلتُ البَنَـفسَـجَ والعَـقِـيقا

وحاوَرتُ اللمَى' كجُمُوعِ نَحلٍ
على الأزهارِ تَرتَـشِفُ الرَّحِيقـا

فما عَرَفَت شِفاهِي قَطُّ أحلى
مـِنَ المَـمزُوجِ رَيـحاناً ورِيـقـا

تُساوِرُني الطُّيوبُ بِكُلِّ رُكنٍ
وتَسقي خافِقي خَـمراً عَتِيقا

فـيَـغـمـُرُنِـي بُـخَـارٌ قُـرمُـزِيٌّ
كإبـراهِيـمَ إذ عَـبَـر الحَـرِيـقا

ويَنسَكِبُ الرُّضابُ على شِفاهي
كشَـهدٍ يُشـعِلُ الحَـلوى' بَـريقا

يَفيضُ الـبَـحرُ بالأنـوارِ حَتّىٰ
بَــدا وكـَأنَّـه أحـيَـا الـغَـرِيـقـا

ولَـونُ الوَجهِ  كالٱفاقِ فَـجراً
شُعاعُ الشَّمسِ مِن فَمِها أُرِيقا

مَتىٰ ياقلبُ تَزهَدُ في صِباها
ومِن أنفاسِـها تَـذَرُ الشَّـهِيـقـا

فإنَّ شِـفاهـَها جَبـَهاتُ حـَربٍ
وجَيـشٌ قَـد أعـَدَّ الـمَنجَنِـيقا

وعَسـكَرُ خَـدِّها مِن أُرجـُوَانٍ
تَأَرجَحَ فَـوقَ مَخمَلِهِ رَشِـيقا

فهَل يَـتَوَرَّدُ البَـدرُ انكِـسافاً
إذا لَـم يُمـسِ للدُنيا  عَشِـيقا

وهَل يَـستَوعِبُ العَتمُ الثُّريَّا
ووَجهُ الشَّمسِ نَشواناً طَلِيقا

دَعيني أرشُـفُ العـِنَّابَ رَشفاً
فصِدقُ العِشقِ أن يَبقىٰ صَفِيقا

عبدالعزيز الصوراني

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...