يا صَبْوتي كمْ في هواكِ تَربّعا
هذا الفؤادُ بلهوهِ وتدَلّعا
يا ملعباً قد قَـبّـلَ الجُرحَ الّذي
بحشاشتي قبلَ اللّقاءِ مُوَدَّعا
فتعفّرتْ نفسي بطُهرِ تُرابهِ
وتعبّدتْ ذاكَ العفارَ ، فأينَعا
سُبحانَ مَنْ فطَرَ القدَاسةَ مرّةً
وحَسبتُهُ مِنْ بعدِ ذاكَ تَمنّعا
فتَورّعتْ كلُّ الورَى في عِشقها
وتنافستْ فيها السّجودَ ، ومركعا
كانتْ لنا في الفجرِ سربَ حمائمٍ
تهوى التبتّلَ والنّدى والأنبُعا
زَغبٌ ، على شمسِ الغروبِ تمَتّعتْ
حتّى غوتْ بغُرابهمْ فٱستجمَعا
تغفو بنَغمةِ جدّتي وهديلها
والدفءُ في أوصالها وأنا معا
ما بين سُهدي والصّباحِ محصّنٌ
وسلاحُ جَدّي بالحياةِ تدَرَّعَا
مِنْ ثورةِ الفلاحِ يحصدُ نَصرَنا
واللهُ في هذا الحصادِ تطَلَّعا
سلَبوا الرّصاصةَ أطفؤا بارودَها
والفخرُ في وادي الهزيمِ ٱفْرنقَعَا
حُريتي كانت تَشُوقُ فوَاحها
مثل الشّذا في شرقنا إنْ فرقَعا
كتَموا على نَفَسِ العبيرِ ، وإنّما
كانَ المُنى أنفاسَهمْ أنْ نبلَعا
يا تُعسكمْ ، كمْ ذرّةٍ بقبورنا
تحتسبُ القُربى عدوّاً بالدُّعا
منْ بعدِمَا ٱستسقى الحُسيني دمعَنا
روَّى الرّبيعَ دماءَهُ وٱستزرَعا
كتبَ الشّهادةَ في مصيرِ رجالنا
مِهراقةً بقناتنا وتوَدّعا
يا سيّدي تلميذكمْ ، من حرفكمْ
عرفَ الطّريقَ مُذلّلاً ومُشرّعا
إنْ جادتِ الخنساءُ من أفلاذها
كمْ في الهوى وُلِـدَ الجهادُ مُقنّعا
ما خابَ فينا قولُهُ في آيــةٍ
بعْثُ الرّجالِ ، وفي (لنا) قد أتبعا
فٱنهضْ أخي في بأسهِ مُتَذَرِّعٌ
في وكزةٍ أولى ، وموسى مرجِعا
ذياب الحاج
الكامل ... 12.8.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق