الخميس، 30 أغسطس 2018

الشاعرة سعيدة باش طبجي .. متى عيوني بنور العشق تكتحل

***متی عُیوني بنُورِ العِشقِ تکتحِلُ؟***

لا النّبضُ یَهمِي و لا الإلهامُ یَنهَمِلُ
و الحَرفُ في عَتمةِ الأشجانِ مُنذهِلّ

لا نبضَ یُلهِبُ حَرفي جَمرَ صبوَتهِ
لا لحنَ یَلمَسُ أوتاري فتَشتَعِلُ

لا دِفءَ من ثَلجِ أوجَاعي یُدَثّرُني
و لا الجِراحُ بِدَربِ النَّزفِ تندَمِلُ

قد عَرَّش اللّیلُ في شُبّاکِ قافیَتي
و العَتمُ في شُرفةِ الأحلامِ مُنسَدِلُ

یَقفو الصّباحُ خُطی الدّیجُورِ  مُبتٸِسًا
و النّورُ بالعَتمةِ الغبراءِ یغتسِلُ

و الدّمعُ في مُهجةِالشِّریانِ مُنکتمٌ
و الدّمُّ  تذرِفهُ مِن قهرِها  المُقلُ

و العِشقُ في الرّوحِ مَثلومٌ و مُنتصِفٌ
و الحُزنُ في مَربَعِ الأحقادِ مُکتَمِلُ

و الصّدقُ باتَ علی الأعتابِ مُنتَحِرًا
و الحُبُّ عن روضةِ العُشّاقِ مُرتَحِلُ

علی وِسَادِ الجَوی نامَت صَبَابتُنا
علی رَصیفِ النّوَی قد أُهرِقَ الأملُ

و في رُفوفِ الأسَی قد حُنّّطت مِزَقِي
و العُقمُ في رَحِمِ الأحلامِ یَحتفِلُ

أضحَی الوُجُودُ قِطافًا من جَنَی عَبثٍ
في کفّتیهِ تساوَی الصّابُ و العَسَلُ 

تغتالُ کفُّ الرّدَی أحلاَمَ جَذوتِنا
قد ضَاعَ منّا المَدَی..تاهت بنا السُّبُلُ..

                   *********
هَذي أنا في رِحَاب العَتمِ  وَالهةٌ
في مَعبدِ العِشقِ و الأوصَابِ أبتهِلُ

أرُومُ عِشقا قِطافًا من جَنَی لَهَفٍ
لا یَعترِي فیٸَهُ الهِجرانُ و المَللُ

ُُأُرجوحَةَ  النّورِ بالنّجوی تُهَدهِدُني
معزوفةً ما حَکاها للوَرَی الأزلُ

أرُومُ کونٍا ببُردِ الطُّهرِ مُدَّثِرًا
لا لوثةُ الظلمِ تَغشاهُ و لا الوَجَلُ

لا یَسکُنُ الجدبُ أفیاءَ السَّلامِ بهِ
یعُبُّ من مُزنةٍ بالحُبِّ تَغتسِلُ

یَقتاتُ من عَبَقِ الأشذاءِ مُنتشیا
ویکتَسِي النّورَ ...لاتشتاقُهُ العِللُ

لو یَعلمُ الشِّعر ُ ما ألقاهُ من عَنَتٍ
ماهَت قوافیهِ بالأوجاعِ تنهَملُ

لو یعلمُ الحُبُّ أن الشّوقَ یُغرقني
ألقی إليَّ حِبالَ الوَصلِ تنتَشلُ

لو أنّ هاروتَ یَدري ما أتُوقُ لهُ
ألقی بِسِحرٍ فَلا تنبو  بِيَ الحِیلُ

مَتی تُری  نَبضتي تشتاقُ قافیَتي
متی حُروفي بَدیعَ الشِّعرِ ترتجِلُ؟

مَتی ستَهفو صَباباتي بِلا وَجلٍ؟
متی سَیهجر أفیاءَ السّنَا الخَجَلُ؟

مَتی سَتختالُ في مَرج الشّذا قُطُفي
أحبابُها النّورُ و الإیمانُ و الجذلُ؟

في رَوضةٍ من ریاض الحُبِّ عابقةٍ
تَرِفّ فِي فیٸها الأشواقُ و القُبَلُ؟

اؔلاءُ ربّي بهذا التّوقِ أَنشُدُها
مَتی عُیوني بِنورِ العشق تکتَحِلُ؟

عِشقُ الإلهِ بأفیاءِ السّنا عَبَقٌ
مَتی حُروفي بعِشقِ ﷲِ تکتَمِلُ؟

                  (سعیدة باش طبجي۔تونس)

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...