الشاعر عبدالعزيز النجار .. يا قدس

يا قُدْسُ
إلى القدس..مدينة السلام فى الأرض ..وقد أحالها الصهاينة إلى نيران..بعد أن وطأَتْ أقدامهم المسجد الأقصى
يا قُدْسُ إنّا بالدِّما نَفْدِيكِ..  ..  ..  ونَجُودُ بالأرْواحِ لا نسْلُوكِ. ..  .. 
يا قُبَّةَ الْأقْصَى الشّريفِ ألا انْطِقِى.. أجْدادُنا الْعُرْبِ الْأُلَى رَفَعُوكِ..  ..
القَوْمُ أهْلِى والدِّيارُ دِيارُنا..  ..  ..  وَدُرُوبُها نَطَقَتْ بِصَوْتِ بَنِيكِ..  ..
نَطَقَتْ فَأذْهَلَت الْجميعَ بِنُطْقِها..  ..  سَرَدَتْ وقائعَ دَوْلَةٍ ومُلُوكِ..  ..

يا قُدسُنا مَنْ لى بِسِلْمٍ هادِئٍ..  ..  ..  يَحْيا الجميعُ وكُلُّهمْ أهلوكِ..
فَكنيسةٌ سَكَنَ السّلامُ فِناءها..  ..  ..ناقُوسُهُ دَقّاتُهُ تُشْجِيكِ..  ....
ومنارةٌ فيها الأذانُ مُوَحِّدٌ..  ..  ..  ..  وصَداهُ يَسْرِى نَشْوَةً تُحْيِيكِ..
وترَى الجبالَ تَحُفُّها بِمَحبَّةٍ..  ..  ..  ومودَّةٍ..أحْضانُها تَهْنِيكِ..  ..  ..
وجَداوِلٌ رَقْراقةٌ مِنْ جَنَّةٍ..  ..  ..  ..مِغْداقَةٍ..تَنْسابُ مِنْ  عالِيكِ.. 
واخْضَرَّتْ الأشجارُ أضْحَتْ سُنْدُسًا..ومِنَ الْهَجِيرِ ظِلالُها تَحْمِيكِ..
وزُهُورُها بَعَثَتْ بِعِطْرِ زنابِقٍ..  ..  طِيبًا..ومِنْ أعْرافها تُهْدِيكِ..  ..
وفواكهُ الْجَنّاتِ تَهْبِطُ مِنْ عَلٍ..  ..مِنْ عِنْدِ رَحْمانٍٍ لِمَنْ سَكنُوكِ..
أطْيارُها صَدّاحةٌ فوْق الرُّبَى..  ..  تَشْجُو بأعْذَبِ لَحْنها تُشْجِيكِ..
ونُجُومها لأْلاءةٌ فى صَفْوِها..    ..تُهِْدِى لنا بِلُجَيْنِها الْمَسْبُوكِ..  ..
ودُرُوبُها قد دَبَّ فى طُرُقاتِها..  ..  أجْدادُنا..بالْيُمْن قَدْ قَطَنُوكِ. ..

تاريخُنا إنْ نَدَّخِرْهُ بِوَعْيِنا..  ..  ..  هو جَذْوَةٌ بِصُدورنا تُحْييكِ..
يا لَلْوَغَى..أضحى القتالُ شهادةً..  وشَهِيَّةً..لا عاشَ مَنْ يخْزيكِ..
حُيِّيتَ مِنْ قَانٍ تسيلُ على الثَّرَى..منْ صَدرِ أبناءِ الْحِمَى يرْوِيكِ..
يتسابقون إلى الشهادةِ عَلَّهُمْ..  ..  بِدِمائهمْ جادُوا بها..يُرْضُوكِ..  ..
شُهداؤها فوقَ الثّرَى وعيونهم..  نحو السماء بصفْوِها نظروكِ..
ولُحُودُهُمْ كالزَّعْفرانِ مِنَ الدِّما..  ءِ زَكِيّةً وكَمِ احْتَضَنْتِ ذَوِيكِ..

أبْكى بِدَمْعٍ هادِئٍ مع أُسْرتى..  ..فى كُلِّ يَوْمٍ..فى وَداعِ بَنيكِ..
والْأمّهاتُ ثَواكِلٌ ..ودُعاؤهمْ..  ..  يا قُدْسَنا..أبْناؤنا تَفْدِيكِ..  ..  ...
يتتابعون مواكبًا أكْتافُهُمْ..  ..  ..حَمَلَتْ زُهُورًا..بالدّم المسْفوكِ..  ..
سَقَتِ الدماءُ الأرضَ ثُمّ تمخَّضَتْ..  نَبَتَتْ بأطفالِ الْوَغَى تُحْييكِ..
وإذا الشهيدُ مضَى يُوَدِّعُ أرضنا..  يَزْدادُ نَجْمٌ فى السّما..يَعْلُوكِ..  ..
ويظَلُّ يُرْسِلُ بالضّياءِ لقوْمِهِ..  ..  ويَحُثُهُمْ فى السَّعْىِ..لا يَسْلُوكِ..

يا قُدسُ أبْكى ..والبُكاءُ يَهُزُّنى..  ..عُمْرِى..حياتى..مُهْجَتى..أبْكِيكِ..
إنْ لَمْ نُحَرّْرْ أرْضَنا بِدِمائنا..  ..  ..ويَظَلُّ مَسْفُوكُ الدِّما..يُرْوِيكِ..  ..
كانتْ حياةُ الْمُسْلِمينَ كَمْوْتِهِمْ..  ..والْعُرْبُ وَلَّوْا ..وَيْحَهُمْ..خَذَلُوكِ.. 

عبد العزيز النجار..  ..مصر