رذاذ
سأَرُشُّ مِن سُمِّ الهِجاءِ رَذَاذَا
لِأُميتَ مِنهُ مَخَانِثَاً شُذّاذَا
أَيسُبُّ جُرذانُ القَريضِ أُسودَهُ
وَيخافُ رَأْسُ فُنونِهِ الأَفْخَاذا
وَيَهَابُ أَسْيَادُ البيانِ عَبيدَهُ
وَ مُحيزُ كَنْزِ عُلومِهِ الشَّحَّاذَا
ويعيثُ في طِرْسِ لَهُ تِلْميذُهُ
لِيعيبَ مَنْ أَضْحى لَهُ أُستاذا
ويتيهُ تُرْبُ الأَرضِ فَوقَ جُمانِهَا
وَ يَذُمُّ حُسْنَ ضِيائِهَا الأَخَّاذَا
لمَّـا طَلَعْتُ كَمِثْلِ نَجْمٍ باهِرٍ
كَمَنَ المُعادي في الكُهوفِ وَ لاذَا
أَضْواءُ حَرْفِيَ في المعارِكِ ليزَرٌ
ثَقَبَ القُلوبَ وَ قَطَّعَ الفولاذَا
إنّي الخَليلُ تَحَطّمَتْ أَصْنامُهُمْ
بِي واستَقَرَّت في الهَوانِ جُذَاذَا
عَلَّقْتُ مِطْرَقَتِي بِعُنْقِ كَبيرِهِمْ
لِيَقولَ نَاظِرُهُ : تُرِكْتَ لِمَاذَا؟
إنِّي لأَعْجَبُ مِنْ حَسودٍ مائِنٍ
يَهوى الضِّعَافَ وَ يَمْقُتُ الأَفْذَاذَا
ويرى المَدينَةَ بلقَعاً وَ مَفاوزاً
وَيرى البلاقِعَ والقُرى بغداذا
غادَرْتُ مَسرَحَهُ لِمُنتِنِ ريحِهِ
لكنّهُ قد جاءني نفّاذا
ناجَيْتُ ربِّي عائِذَاً بِحِفَاظِهِ
كيما يقيني شَرَّهُ فَأَعَاذَا
لو كانَ يُجْدِي نُصْحُهُمْ لبَعَثْتُهُ
بَعْثَ الرَّسولِ إلى اليَمانِ مُعَاذَا
لكنّهُم كالسَّادِرينَ بِغَيِّهِمْ
فَقَرَصْتُ أُذْنَ الأَغْبياءِ بِهَذَا
يتجاحدون بلاغَتي وتفَنُّني
ولئن نَظَمْتُ ملاحِمَ الإلياذا
ولئن وضَعتُ جواهري في كَفِّهِم
ألقَوا بِها وَتَكَسَّرَتْ أَفْلاذَا
ولئن سألتَ تُرى هِشامٌ شَاعِرٌ
تَلْقَ الأَباعِدَ يَخْتَفونَ لِواذَا
غاراتُ شِعْريَ فوقَ أُمّ رؤوسِهِم
هُمْ يَطلُبونَ مِنَ الحِمَامِ مَلاذَا
نَدِمو وَ لكِن لَيسَ ينْفَعُ دَمْعُهُم
ولو الدُّموعُ مَعَ السُّيولِ تَحاذَى
وَ تَذَلَّلوا كي يُرحَموا لكنّهُم
لمْ يعرفو مِن ذَا الرَّدى إِنْقَاذَا
سأَظَلُّ حَقّاً قاهِراً بِطَريقِهِم
مَلَاَ الدُّنا واستَحوَذَ استِحواذَا
وإذا طَعَنْتُ أُلي الفَسادِ بِحَربَتِي
نَفَذَتْ إلى حَبِّ القُلوبِ نَفاذَا
( شعر هشام الصفطي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق