نهـــرُ الأشـــــواق
ليتني يا شوقُ نَهرٌ
أَخضرٌ يَنسابُ فجرا
يَحمِلُ الأَشواقَ وَرْداً
يَصْـفقُ الأنسامَ عِطرا
يُرضِعُ الصَفصافَ ظلاً
يَملأُ الأقداحَ خمْرا
تَسْتَحِمُّ الغِيدُ فيهِ
يَلْثُمُ النهْدين سِرّا
ويضمُّ الخَصرَ شوقًا
ويُحيطُ الجِيدَ دُرّا
***
وإذا ما الليلُ أَرْخى
فوق وجهِ الأرضِ سِترا
أَمَّهُ العُشاقُ حتّى
خِـلْتَهُ للعشقِ صَدرا
يَبسُطُ الضِفَّةَ كفًّا
يفرُشُ الضفَّةَ زَهْـرا
يَمْسحُ الدَمْعَةَ رِفْقًا
يَقرأُ الوجْنَةَ سِفْرا
يُلْهِبُ القُبْلَةَ وَجْداً
والشِفاهَ الحُـمْرَ سِحْرا
***
ليتَني يا شوقُ فُلٌّ
يَغمُرُ الأكوانَ نَشْرا
يُبْهِجُ العُشَّاقَ حتّى
تنقضي الساعاتُ بِشْرا
ليتني يا شوقُ ليلٌ
يَحجُبُ الإصْباحَ دهرا
ليَظَلَّ الحُبُّ شمسًا
ويَدومَ الوصـلُ عُمـرا
***
ليتني يا شوقُ بحرٌ
يُغْرِقُ الأَنْجُمَ قَـسْرا
ربّما يَسْرِقُ نَجْمٌ
من فَمِ العُشَّاقِ سِرّا
عبد القادر الأسود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق