الخميس، 5 يوليو 2018

الشاعر محمد علي الشعار .. التاج الرمادي

التاجُ الرمادي

جناحُك بالودِّ القديمِ مُبلَّلُ
وغيمُك من وقدِ اشتياقِك يُشْعَلُ
تﻻمسُ أضﻻعَ اﻷهلَِّة مَوْهِناً
وأنتَ إلى الضلعِ المكسَّرِ أمْيَلُ
وسرتَ مليكا يشرئِبُّ بجمْرةٍ
وحرفُك تاجٌ بالرمادِ مُجلَّلُ
يعذبُك السهدُ المشوقُ بليلهِ
وجرحُك ما فوقَ الوسادِ مُدلَّلُ
تﻻقيتَ والطيفَ المسافرَ موجةً
وألقيتَ مِرساةَ الجفونِ تُهلِّلُ
وأجملُ ما صاغ السرابُ لشاعرٍ
سفينٌ على شطِّ القوافي مُضلِّلُ
لترقى على جُنحِ الغروبِ سنابلٌ
ويشربَ من نبعِ الخيالِ مُعلَّلُ
وتنظمُ نجْماتِ الليالي بسبْحةٍ
وما فرَّ من بينِ اﻷناملِ أجملُ
وتسجدُ أحﻻم اﻷمير كواكبا
وبئرُك ما بعدَ القميصِ مُعطَّلُ
ذبالةُ مِشكاةٍ ....لِسانُ مودةٍ
ولفظٌ من الفجرِ المُعطَّرِ يُغزلُ
وتُصغي ﻵياتِ الرحيقِ مَزاهرٌ
إذا اندلعت روحٌ وجادَ مُرتِّلُ
شحذتَ سيوفاً ما تناهى بريقُها
و أرداكَ طرفٌ ناعسٌ وهْو أعزلُ
حملْتَ سماءً باليراعٍ مُحلِّقاً
ومعصمُك الفضيُّ فيه مُكبَّلُ 
أطاردُ لوناً بالفراشةِ هائماً
وحُلمي على خيطِ الحريرِ مُؤجَّلُ
زها خيزرانُ الغيدِ يَجبي فتونَه
وقلبُك في الخصرِ الرشيقِ *مُشَنْشَلُ
قرأتَ أزاهيرَ الكﻻمِ بنَسْمةٍ
وبرعمُ لوزاتِ الخضارِ تأملُ
أصوِّبُ مرماها وأركضُ فرحةً
وأغلبُ أهدافي عليها تَسلُّلُ
فقد أتعبَ القبطانَ أفْقُ مُغيَّبٌ
وأتعبَ زرقاءَ اليمامةِ مُقْبِلُ
سيدَّخِرُ الثلجُ الشعاعَ لمائهِ
ويلمعُ نهرٌ في ضفافِك أكْحلُ
تواريْتَ لحظاً في الخميلةِ هارباً
ونايُك يا شادي اﻷحبةِ مَحْفلُ
تودَّدْتَ ... حتى الموتُ صارَ أمانيا
وروحُك مَهرٌ للحبيبِ مُعَجَّلُ
سقطتُ صريعَ اﻷبجدياتِ راحﻻً
وبعديْ نديمُُ الغانياتِ مُكَمِّلُ
سيرتعدُ البردُ المُرابي بدرهمي
ويلتفُّ بالثوبِ الحنونِ مُزَمِّلُ .

محمد علي الشعار 

20/3/2018

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...