الأربعاء، 18 يوليو 2018

الشاعرة سعيدة باش طبجي .. كتاب الفصول

****کتابُ الفصولِ****

الفصلُ الأوّل:السِّفر1 :عتباتُ الشّبابِ و الجَمالِ

عَلی عَتباتِ الشّّبابِ الظّلیلِ
و فوقَ رَصِیفِ الشَّذَا السَّلسَبِیلِ/

وفي نَفحةٍ من عَبیرِ الخُزَامَی
تَوِسّدتُ شِعري بِفَيء الخَمیلِ/

جَلستُ أُرَاوِدُ حَرفًا شَهیًّا
کَوَردِ الرّبیعِ بأحلَی الفُصُولِ/

جَلستُ و قد عَرَّشَ الفُلُّ حَولي
ومَاسَت سَنابلُ تِبرِ الحُقولِ/

و هبّت نَساٸِمُ صَیفٍ بَلِیلٍ
یُغازلُها النّورُ وقتَ الأصِیلِ/

یَرُومُ وِصَالا فتُهدِیهِ نَفحَ
شفاهٍ و خمرةَ خدٍّ أسِیلِ/

جَلَستُ بِدَربِ الرَّوابِي الحِسانِ
علی کَتفِ النُّورِ  فوقَ التُّلولِ/

و قد.سَکنَ العِشقُ والشّعرُ قلبي
و رَفَّ العَبیرُ بِنَبضِ السُّیُولِ/

و رَفرَفَ طَیرُ الهُیامِ بحَرفِي
و مَاهَت هُطولُ الغَرامِ الجَمیلِ/

تُرَوِّي أخَادِیدَ  عُمرِي و تکسُو
حُروفي غِلالاتِ مُزنٍ هَطُولِ/

و تَسقِي وَرِیدي دِنانًا من السِّحرِ
قد ضُمِّخَت مِن رَحِیقِ الذُّهولِ/

بِفَيء الرّبیعِ الشّذيِّ الشَّهيِّ
و مَربعِ صَیفٍ جنيٍّ ظلیلِ/

فَأھفُو هُیامًا و أغفُو بحِضنِ
المُروجِ ..أُعَانقُ خِصرَ السُّهولِ/

و جِیدَ الأقاحي۔۔و رِدفَ الرَّوابي
بأشواقِ صَبٍّ و طُهرِ رَسُولِ/

وما في وِصَاليَ عَیبٌ و عارٌ
وَ لا مِن ملامٍ و لا مِن عَذولِ/

کَأیقونةٍ  في رِحَابِ الجمالِ
أُصَلّي بِصَبوةِ نبضٍ بتُولِ./.

                *****************
الفصل الثاني: السِّفر 2: لیلُ الصّقیع والذُّبول

جَلَستُ بِمُنحَدَرِ التّلِّ أَرنُو
و حَولي الخَریفُ یَشِي بالهُطُولِ/

ولکنَّ شَرخَ الأمَاني یَنِزُّ
بألوانِ قوسِ الأسَی و الذُّبولِ/

و نَبضي جَدیبٌ.. و حَولي القَوافي
عِجافٌ تعُبُّ الطّوَی في ذُهُولِ/

و هَبَّت رِیاحّ تَدُرُّ عَجَاجًا
وتَذرُو زُهُورِي بِرَمسِ الحُقولِ

یُبَعثِرُها السُّقمُ و العُقمُ عَبرَ الر
رَوابِي و عَبر الذُّرَی والسُّهُولِ/

جَلَستُ و قد حَلَّ بَردُ الصّقیعِ
یَلفُّ ضُلوعي بِبُردِ النُّحُولِ/

یُکَلِّلُ عُمرِي وَ هَامَ الجِبالِ
بثلجٍ نقيٍّ.. و لکن عَلیلِ/

ألُوذُ بحَضنِ السِّنینِ الخَوالي
أرَاوِدُ دِفٸًا بِرَبعِ الطُّلولِ/

وقد تَاهَ مِنّي عَبیرُ الرّبیعِ
ودِفءُ الأمَاسِي بِصَیفٍ ظلیلِ/

ولم تَبقَ إلاّ نُفاثاتُ صَبرِي
و أصدَاءُ بَوحِي و رَجعُ عَویلِي/

و أشبَاحُ نُورٍ  تَلاشَت هَباءً
بلیلِ الصّقیعِ الطّویلِ الطّویلِ/

               *****************

الفصلُ الثالث:سِفرُ الخَلاصِ۔العِشقُ والشِّعرُ

تَوَسَّدتُ نَبضِي..وفي غَفلةٍ من
صَقیعِي فَتَحتُ کِتابَ الفُصُولِ/

لأقرَأَ سِیرةَ شِعرِي و عُمرِي
و أنضحَ بالشّوقِ رَغم الخُمولِ/

تُراوِدُني صَبوتِي فی صُعُودٍ
و تَمضُغنِي  شَقوتي في نُزُولِ/

ولکنَّ  عِشقي وحُلمِي و شَوقِي
بِفيءِ القَوافِي سَیبقی سَبیلِي/

و حَرفي بمَرجِ الهوَی و الأمَاني
بِرغمِ النّوَی و التّهاوِي خَلیلِي/

فیَا نبضَتِي في خَمیلِ الأَهَازِي
جِ و البَوحِ و التَّوقِ.. لاَ.. لَا تزولي/

وَ رُجِّي صَقِیعِي بعِشقٍ جدیدٍ
ولا تَخذُلِیني وَ صُولِي و جُولِي/

وهَیّا اسرِجِي صَهوَةً من جَمالٍ
وکُوني خُیُولِي.. و کُوني صَهِیلِي/

و یا شمسَ حَرفي بِدَربِ التّشَظِي
حَنانیکِ .. لا تَأفُلي..لا تَحُولِي/

و کُوني قَنَادِیلَ نُورٍ  تُضِيء
ذبالةَ زَیتِ الأسَی والأفولِ/

و فِي عَتمةِ العُمرِ و الشِّعرِ کُونِي
فَنَارِي و نَارِي .. و کُوني دَلیلِي۔/
          
                 (سعیدة باش طبجي۔۔تونس )
                          جوان 2018

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...