****کتابُ الفصولِ****
الفصلُ الأوّل:السِّفر1 :عتباتُ الشّبابِ و الجَمالِ
عَلی عَتباتِ الشّّبابِ الظّلیلِ
و فوقَ رَصِیفِ الشَّذَا السَّلسَبِیلِ/
وفي نَفحةٍ من عَبیرِ الخُزَامَی
تَوِسّدتُ شِعري بِفَيء الخَمیلِ/
جَلستُ أُرَاوِدُ حَرفًا شَهیًّا
کَوَردِ الرّبیعِ بأحلَی الفُصُولِ/
جَلستُ و قد عَرَّشَ الفُلُّ حَولي
ومَاسَت سَنابلُ تِبرِ الحُقولِ/
و هبّت نَساٸِمُ صَیفٍ بَلِیلٍ
یُغازلُها النّورُ وقتَ الأصِیلِ/
یَرُومُ وِصَالا فتُهدِیهِ نَفحَ
شفاهٍ و خمرةَ خدٍّ أسِیلِ/
جَلَستُ بِدَربِ الرَّوابِي الحِسانِ
علی کَتفِ النُّورِ فوقَ التُّلولِ/
و قد.سَکنَ العِشقُ والشّعرُ قلبي
و رَفَّ العَبیرُ بِنَبضِ السُّیُولِ/
و رَفرَفَ طَیرُ الهُیامِ بحَرفِي
و مَاهَت هُطولُ الغَرامِ الجَمیلِ/
تُرَوِّي أخَادِیدَ عُمرِي و تکسُو
حُروفي غِلالاتِ مُزنٍ هَطُولِ/
و تَسقِي وَرِیدي دِنانًا من السِّحرِ
قد ضُمِّخَت مِن رَحِیقِ الذُّهولِ/
بِفَيء الرّبیعِ الشّذيِّ الشَّهيِّ
و مَربعِ صَیفٍ جنيٍّ ظلیلِ/
فَأھفُو هُیامًا و أغفُو بحِضنِ
المُروجِ ..أُعَانقُ خِصرَ السُّهولِ/
و جِیدَ الأقاحي۔۔و رِدفَ الرَّوابي
بأشواقِ صَبٍّ و طُهرِ رَسُولِ/
وما في وِصَاليَ عَیبٌ و عارٌ
وَ لا مِن ملامٍ و لا مِن عَذولِ/
کَأیقونةٍ في رِحَابِ الجمالِ
أُصَلّي بِصَبوةِ نبضٍ بتُولِ./.
*****************
الفصل الثاني: السِّفر 2: لیلُ الصّقیع والذُّبول
جَلَستُ بِمُنحَدَرِ التّلِّ أَرنُو
و حَولي الخَریفُ یَشِي بالهُطُولِ/
ولکنَّ شَرخَ الأمَاني یَنِزُّ
بألوانِ قوسِ الأسَی و الذُّبولِ/
و نَبضي جَدیبٌ.. و حَولي القَوافي
عِجافٌ تعُبُّ الطّوَی في ذُهُولِ/
و هَبَّت رِیاحّ تَدُرُّ عَجَاجًا
وتَذرُو زُهُورِي بِرَمسِ الحُقولِ
یُبَعثِرُها السُّقمُ و العُقمُ عَبرَ الر
رَوابِي و عَبر الذُّرَی والسُّهُولِ/
جَلَستُ و قد حَلَّ بَردُ الصّقیعِ
یَلفُّ ضُلوعي بِبُردِ النُّحُولِ/
یُکَلِّلُ عُمرِي وَ هَامَ الجِبالِ
بثلجٍ نقيٍّ.. و لکن عَلیلِ/
ألُوذُ بحَضنِ السِّنینِ الخَوالي
أرَاوِدُ دِفٸًا بِرَبعِ الطُّلولِ/
وقد تَاهَ مِنّي عَبیرُ الرّبیعِ
ودِفءُ الأمَاسِي بِصَیفٍ ظلیلِ/
ولم تَبقَ إلاّ نُفاثاتُ صَبرِي
و أصدَاءُ بَوحِي و رَجعُ عَویلِي/
و أشبَاحُ نُورٍ تَلاشَت هَباءً
بلیلِ الصّقیعِ الطّویلِ الطّویلِ/
*****************
الفصلُ الثالث:سِفرُ الخَلاصِ۔العِشقُ والشِّعرُ
تَوَسَّدتُ نَبضِي..وفي غَفلةٍ من
صَقیعِي فَتَحتُ کِتابَ الفُصُولِ/
لأقرَأَ سِیرةَ شِعرِي و عُمرِي
و أنضحَ بالشّوقِ رَغم الخُمولِ/
تُراوِدُني صَبوتِي فی صُعُودٍ
و تَمضُغنِي شَقوتي في نُزُولِ/
ولکنَّ عِشقي وحُلمِي و شَوقِي
بِفيءِ القَوافِي سَیبقی سَبیلِي/
و حَرفي بمَرجِ الهوَی و الأمَاني
بِرغمِ النّوَی و التّهاوِي خَلیلِي/
فیَا نبضَتِي في خَمیلِ الأَهَازِي
جِ و البَوحِ و التَّوقِ.. لاَ.. لَا تزولي/
وَ رُجِّي صَقِیعِي بعِشقٍ جدیدٍ
ولا تَخذُلِیني وَ صُولِي و جُولِي/
وهَیّا اسرِجِي صَهوَةً من جَمالٍ
وکُوني خُیُولِي.. و کُوني صَهِیلِي/
و یا شمسَ حَرفي بِدَربِ التّشَظِي
حَنانیکِ .. لا تَأفُلي..لا تَحُولِي/
و کُوني قَنَادِیلَ نُورٍ تُضِيء
ذبالةَ زَیتِ الأسَی والأفولِ/
و فِي عَتمةِ العُمرِ و الشِّعرِ کُونِي
فَنَارِي و نَارِي .. و کُوني دَلیلِي۔/
(سعیدة باش طبجي۔۔تونس )
جوان 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق