الثلاثاء، 24 يوليو 2018

الشاعر مصطفى كردي .... معذور

معذور

دع عنكَ لوميَ إنّ العُذرَ في كبدي
مُذ شاهدتكَ عيونُ الأمسِ صرتَ غدي

لا ينفعُ النُّصحُ في عقلٍ وفي جَلَدٍ
إنّ الجنونَ سليلُ العقلِ و الجلدِ

ما دامَ حبكَ في قلبي فلستُ أرى
إلا هواكَ وما أبقاهُ ملكَ يدي

قد كنتُ في ما مضى حُرًا فصرتُ لها
صَبًّا يهيمُ كبحثِ الأمِّ عن ولدِ

وكنتُ ليثًا أصيدُ الرِّيمَ .. من عجبٍ
أنّ الغزالَ يصيدُ الوحشَ في الأسدِ

فزالَ منّي بطَرفِ العينِ أقنعةٌ
وبانَ طفلٌ يريدُ الضَمَّ للأبدِ

لمّا رأيتُ بريقَ الوجهِ كابَدَني
رَعشُ المودةِ من قيظٍ ومن بَرَدِ

صَببتَ ماءً فسالت منه أوديةٌ
صَبَّت نوازلَها في خافقٍ رَعِدِ

سُقيتُ من لمحةٍ خمرًا فبِتُّ لها
مثلُ الفراشةِ تبغي النّارَ من رَمَدِ

هذا الهوى وَلَهٌ في جوفهِ هَوَسٌ
مهما فعلتَ فشُغلُ الصَّبِّ بالمَدَدِ

يشتاقهُ أملًا في بسمةٍ سَنَحَت
كالماءِ يشربهُ رملٌ من الكَمدِ

فاترُك لأهلِ الهوى ذاكَ الشّرابَ لهم
إن المُدامَ يُريكَ الذُّلَّ كالرَّغَدِ

واظفر بنفسكَ إنّ الحُبَّ مَصيدةٌ
مَن عَدَّ أولَهُ ألقاهُ في العَدَدِ

مصطفى محمد كردي

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...