الخميس، 5 يوليو 2018

الشاعر د. احمد الشردوب .. يا دعد صبرا

يا دعد صبراً
______________

خوفي عليكِ من المجهولِ قد غلبا
و أن أرى بدركِ الوضّاءَ قد غَربا
يا دعدُ فيكِ الورى قد غرَّهم طمعٌ
في مقلتيكِ و طرفي عنكِ قد حُجِبا
وقد صنعتُ من الأشواقِ أجنحةً
إليكِ تحملُني لكنْ شكتْ عطبا
و سُقتُ نحوك قسراً كلَّ أشرعتي
لكنْ بها عارضٌ في البحر قد ضربا
يا دعدُ أنت الهوى في القلبِ أحملُه
فيمَ الصُّدودُ؟ تعاليْ نعرف السَّببا
ألستِ أوّلَ من جدَّ الهيامُ بها
ألستِ أوّلَ من شِعري بها انسكبا
ألستِ أوّلَ من حرفي أشادَ بها
وقد تراقصَ في أعطافها طربا
و رحتُ عنكِ حديثَ الحبِّ أنقلُه
به أتيهُ فأغري العجمَ و العربا
أقول يا قومُ هذي دعدُ فاتنتي
ويلٌ لمن قد دنا منها أو اقتربا
من ذا يمسُّ مهاتي لا وجودَ له
ولو أصيرُ ضجيعاً في التراب هبا
لمّا ذكرتُكِ ذابَ القلبُ من لهفٍ
إلى لقاكِ وفي نبْضاته اضطَّربا
و زفرةُ الصّدر بالحمّى قد اصطبغت
و أشعل الشَّوقُ في أوصاليَ اللَّهبا
ذوى ببعدك عودي يا معذِّبتي
و الظّهرُ أقوى و يوماً كان منتصبا
واسّاقطت ورقي من بعد خضرتها
والطّلعُ بعد نضارِ الحسن قد شحبا
سهدٌ وتقريحُ جفنٍ والدُّموعُ غدت
جمراً بها  مجمع الآماق قد خُضبا 
يا دعدُ رقّي لحالي فالهوى وصبٌ
ما ذاق طعمَ الهوى من لم يجدْ وصبا
ويلٌ لدهريَ لمّا عنك أبعدني
ونحو حسنك قلبي في صباه حبا
وهاتفٌ منكِ ظلَّ الدَّهرَ يهتف لي
لكنَّما حاجبٌ عن ناظريك أبى
أقسمتُ أني إلى لقياك بي رغبٌ
أن أقطع الأرضَ حتى أبلغَ الأربا
لن يهدأ القلبُ والأشواقُ تُضرمُه
إذ طالما حِبُّه عن ناظريه نبا
يا دعدُ صبراً فيوم الوعد مرتقبٌ
سينصفُ الدَّهرُ من يوم اللِّقا ارتقبا

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...