الأربعاء، 27 يونيو 2018

الشاعر محمد علي الصبار ... شَتْلةُ القلب

شَتْلةُ القلب

لِوَعْدِكِ من وَجْدِ الزهورِ عبيرُ
و وجْهٌ من الغيبِ المُطلِّ مُنيرُ
تباركَ غرسٌ بالرموشِ نحوطُه
و غيمٌ لكفيِّ الرجاءِ غزيرُ
وشمعٌ على رأسٍ اﻷصابعِ يزدهي 
يوفّى إليهِ بالدموعِ نذورُ
نجمّعُ أوجاعَ السنينَ كبيسةً
ومن جُنحِنا الحاني تُضافُ كسورُ
نُكدِّسُ أكوامَ الثلوجِ مرابعاً
ونبقى على حَدِّ الشعاعِ نفورُ
فيا نورُ طيري في الهواءِ فراشةً
فقد جُنَّ في غُصنِ الرطيبِ حريرُ
وعَلّي إلى ما بعدَ أُفْقِكِ خفقةً
فقد طارَ من ضِلعيْ أبيكِ نسورُ
و ما آهُ نهرٍ ما استراحَ بضفةٍ
إذا فاضَ بالكأسِ العتيقِ سرورُ ؟!
سيضحَكُ بالتاجِ المرصَّع لؤلؤٌ
ويركعُ للوردِ النديِّ  أميرُ
وتهمي وساداتٌ بريشِ نعامِها
ليطفوَ بالحُلْمِ البديعِ سميرُ
أراقبُ أورادَ النسيمِ بليلةً
ويجدِلُ شَطْرَيْ القصيدِ خريرُ
تجاوزتِ أوهامَ الجدارِ بقفزةٍ
ثﻻثيةَ اﻷبعادِ وهْو خطيرُ !
صدَحتِ بناياتِ الغروبِ طروبةً
وأزهرَ من خُفِّ الغزالِ عُبورَ
هناكَ انتظاراتُ البزوغِ جليلةٌ
ونحنَ لجمْراتِ اللقاءِ صدورُ
ففي كُلِّ شيءٍ حولَنا وَمْضُ فرحةٍ
كأنّا لما بينَ النجومِ بدورُ
تُخبِّئُ آمالَ الخمائلِ بذرةً
وأينعَ في عينِ الرمادِ نشورُ
زهتْ صهوةُ الترْبِ الخضيلِ بربوةٍ
وبالفَرَسِ الخضراءِ جالَ وزيرُ
تُسرِّحُ خلْجاتِ الوِدادِ خيولَها
وتندى بهمْساتِ الشعورِ سطورُ
لسبابتي الولهى دفاترُ رسمِها
وأغصانُ أنغامِ الحفيفِ طيورُ
ودمعٌ يسيلُ اليومَ فوقَ يراعِنا
وحِبْرٌ يصوغُ الحرفَ فيك حبورُ
أضأتُ قناديﻻً *تأكْسدَ ليلُها
وجﻻّك فجرٌ للصباحِ بصيرُ
رفعْتِ لِفوقِ النجمِ كوخَ محبةٍ
نُزارُ كسكانِ السما ونزورُ
تأرجَحُ بينَ الفرقدينِ سماؤنا
لتُولَدَ من يومِ النجاحِ عصورُ 
وهذي أمانينا غزولُ شتائِنا 
و ظِلٌّ على هُدْبِ الخيالِ يسيرُ
نمَتْ أبجدياتٌ بفيْءِ عريشِنا
وليس لكرماتِ النعاسِ نظيرُ
يُجَسِّدُ تِمثالُ الجمالِ لواعجي
ويكفيك من نَحْتِ القلوبِ شُذورُ
تَهجّاكِ وَحْيٌ بالبُروقِ مﻻمحاً
وجرحٌ على نزْفِ الوريدِ صَبُورُ
سﻻمٌ على أرضٍ حَبوتِ بحُضْنِها
غدوتُ لماضيها الوديعِ أُشيرُ
زهت رحمةٌ أُنثى تلونا قميصَها
رماها على وجهِ الضريرِ بشيرُ
تنافسُ شوطَ المبدعينَ أشعةٌ
ويرقى بسِرِّ المستحيلِ كبيرُ
بذلنا براحاتِ الصباحِ مساءَنا    
ومن رُوحنا الواهي كذاكَ نَميرُ
أنامِلَ رَيّانِ اﻷصيلِ سنابلٌ
أضعتُ بها صاعي وتمَّ عثورُ .

محمد علي الصبار

مبارك النجاح للطالبة فرح وهبة المتفوفة على مستوى الجمهورية العربية السورية في الصف التاسع اﻻعدادي بمعدل 308 من 310 .

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...