كتبَ الشاعر المصري الكبير عمرو محمد فوده الذي أحبه وأعشق حروفه قصيدته ( النَّـفَق ) قالَ فيها:
لكِ الأشطارُ والورقُ
بقيَّـةُ حلمِنا نفَـقُ ..
لكِ الأشطارُ .. إلّا أنَّ ..
نِصفَ الروحِ مُحترِقُ .
لسوفَ أكونُ عندَ النهرِ ..
حينَ يُصفّقُ الشّفقُ .
فهَاتِي مِـنْ بلادِ الشّامِ ..
ما لا تعرِفُ الحدَقُ .
وغَنِّي مِـنْ لحونِ الحبِّ ..
حتَّى يُورِقَ الغسَـقُ .
أنَا الصُّوفِيُّ .. ليسَ سِوَى
مسابِحِ حجرتِي عبَـقُ .
وأمشِي ـ لا علَى ساقِي ـ
وخلفِي تُومِـئُ الطُّــرُقُ .
وقالُوا : إنّنِي غنَّـيتُ ..
هَذِي غُنوتِي .. أرَقُ .
أعَـطِّـرُ بسْملاتِ الأبجَـدِيــَّةِ ..
خَـلفَ مَنْ عشِقُـوا .
وأحلِفُ .. بعدَ نفْيِـي ألفَ عامٍ ..
" ليسَ لِي أفُـقُ " .
ولكِـنِّي نظرتُ إلَى بلادٍ ..
زادُها القلقُ ..
فقلتُ :
.. لِيَذكُـرِ النَّـسرينُ ..
قلبَـاً نزفُـهُ علَقُ .
يليقُ بدمعَتِي أنِّي
خِتامُ قصيدَتِي حُـرَقُ
عمرو محمد فوده ..
فرددتُ عليهِ قائلاً:
كَمْ أَنتَ مبدع يا رفيق الحرف ويا شقيق الوجع ... أستاذي الكبير عمرو محمد فوده... واسمح لي أن أذرف هذه الأبيات المتواضعة أمامَ سماءِ حرفِك...
لَكَ المَنثورُ والحَبَقُ
وَ لي التَّسهادُ والأَرَقُ
وَ لي دَمْعٌ كَمثلِ الغَيثِ
إِذْ يُومِي لَهُ الحَدَقُ
وَصدري سِربُ ناياتٍ
بِهِ الأَلحانُ تَختَنِقُ
تَغوصُ مراكِبي قهراً
و يزهو الموجُ والغَرقُ
رزايا الدَّهرِ صَيَّادٌ
وَبي مِنْ سَهْمِها رَشَقُ
يَقُضُّ الوَهمُ مَضْجَعَنا
بِوَهجِ النُّورِ نَحتَرِقُ
لِإِنَّا مَعشرٌ بِتْنا
لِغَيرِ الحُبِّ نَعْتَنِقُ
شَنَقْنا العطرَ والزَّهْرا
فلا شَذوٌ ولا عَبَقُ
وَصارَ العارُ مَشْرَبنا
لِحَوضِ الذُّلِّ نَسْتَبِقُ
وَبِعْنا القُدسَ والأَقصى
لِأَجلِ الغَربِ نَفتَرِقُ
فلا دينٌ يُوَّحِدُنا
وَكَمْ حارَتْ بِنا الطُّرُقُ
عَبَرْنا نَحوَ لَيلِ العُهرِ
فالماخورُ يَأتَلِقُ
وَعاثَتْ في مَرابِعِنا
وُحوشُ هَمُّها الشَّبَقُ
أَيا أَطيافَ مَنْ رَحَلُوا
إِلَيْكُمْ يَرحَلُ الأُفُقُ
وَدَمعُ الحُرِّ أَشعارٌ
ولا حِبرٌ ولا وَرَقُ
سِوى الآهاتِ تَدْفَعُنا
لِكَهفِ الحُزنِ نَنزَلِقُ
أَيا إِنسانَ طينَتِنا
أَلا تَهفو لِمَنْ سَبقُوا
لِمَنْ ذِكراهُمُ عَبَقٌ
وَتاريخٌ لَهُ أَلَقُ
أََعارُوا الشَّمسَ وَهجَهُمُ
وَ ما خافوا إِنِ احْتَرقوا
وَ عَبُّوا مِنْ مَعينِ الموتِ
ما غَصُّوا وما شَرَقُوا
تَمورُ الأرضُ إِنْ غَضِبوا
وَ يصغي الكونُ لَو نَطَقوا
وما انْحازوا لديباجٍ
وما أَغواهُمُ الوَرِقُ
وكانَ الخُلدُ سَمْتَهُمُ
لِبابِ اللهِ قَدْ طَرَقوا
لِأَنَّ الحُبَّ غايتُهُم
إِلى الأعلى قَدِ انطَلَقوا
فكانوا في المدى شُهُباً
فَزَغْرِدْ أَيُّها الشَّفَقُ
**** ****
سَأبقى رَغْمَ أوجاعي
وَرَغْمَ النَّزفِ بي رَمَقُ
فَنورُ الله باصِرَتي
بِنورِ اللهِ كَمْ أَثِقُ
فَبَعدَ الضِّيقِ مُنْفَرَجٌ
ولوْ أزرى بِنا النَّفَقُ
أيا أطفالَ أمَّتِنا
إليكمْ ينظُرُ الغَسقُ
فَخَلُّوا الوعدَ مُزدَهِراً
لِسَيفِ النَّصرِ يَمتشقُ
و خُطُّوا عالَماً قُزَحاً
بِهِ الأَلوانُ تَنعَتِقُ
فلا سِجنٌ ولا سَجَّانُ
لا حَربٌ ولا حُرَقُ
فَعِشْ فَرَحاً أيا وَطني
وَمُتْ كَمَداً أَيا نَزِقُ
لِأَنَّ العَدلَ غايَتُهُ
دِماءُ الحُرِّ تَنبَثِقُ
ووعدُ الحُرِّ ميثاقٌ
بِعُنْقِ الحُرِّ يَلْتَصِقُ
...ياسر فايز المحمد... سوريا-حماة....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق