السبت، 28 أبريل 2018

الشاعرة ا. سعيدة باش طبجي .. فلنبق عشّاقا

معارضة لقصيدة ابن زيدون الشهيرة  التي مطلعها:
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا/و الأفق طلق و مرأى الأرض قد راقا

                  فَلْنَبْقَ عُشَّاقا /                                

منْ غيْمةِ الشّوقِ ماهَ الحُزْنُ رَقْراقا
و اللّيلُ صَبٌّ يبُثُّ النّجْمَ أشْواقا/

و في الأصَائلِ هبَّتْ نسْمةٌ عَبقتْ
فجال عطْرٌ بنفْحِ الشّوْقِ خفّاقا/

عينُ الأقاحي ترى دمْعي فتغْسِلني
عِطْرًا نديّا..و تحْبو القلبَ إشْفاقا/

و البدْرُ أدْركَ أشْجاني فطوَّقََني
بالنّورِ دفْئا..و بالآلاءِ أطْواقا/

في روْضةٍ من رياض الحُبِّ  عابقةٍ
تُذْكي الحنينَ فيهْمي الوجدُ حَرّاقا/

رَفَّ القصيدُ شفيفا نافحا شَجَنًا
يهْمي حنينا بشجْو البوْح دفّاقا/

و الشَّوْقُ عرَّش في نبْضي و قافيتي
كما خميلٌ..برغْم الحُزْنِ..قد راقا/

و الوجْدُ قد مَاهَ في أعْتاب أخْيلتي
ينسابُ نهرا بمرْج الشِّعر مِغْداقا/

و الهَجْرُ قد شفَّ أضْلاعي و أنْسِجَتي
أدْمَى وَريدي و بالأحْداق قدْ حَاقا/

نسَجْتُ شوْقي خيوطا من جُمانِ دمي
جعلْتُها في عَمى الوجْدانِ أحْداقا/

شوِقي و توْقي و أنْهاري و أوْرِدَتِي
سكبْتُها خمرةً و الخِلُّ ما ذاقا/

سطْري و حرْفي و أقلامي و مِحْبرتي
أغْرقْتُها في عُبابِ الشّوق إغْراقا/

ترومُ وصْلا و تذْوي صبْوةً و جوًى
على رصيفِ النّوى تنْثال إهْراقا/

كمْ قد حلُمْنا بأفْراح الضّياءِ سُهًا
نفْتكُّها من عُيون اللّيْلِ سُرَّاقا/

كم قد حَلُمْتُ بدفْء الوَصْل يحْضنُني
و أحْتسي الشّهدَ أقْداحا و أطْباقا/

لكنَّما في هجيرِ الهَجْرِ أحْرقني
صقيعُ قلْبٍ لدفْء الوصْل ما تَاقا/

فألْجَمَ الحزْنُ حرْفي و المُنى اهْترأتْ
و غاض نبعُ الشَّذا..ما عاد دفَّاقا /

        ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
يا نبضَ قلبٍ رهيفٍ مُغْرمٍ دَنِفٍ
ينْهالُ شوْقا لعهْد الوصْل توّاقا /

يا بُهِْرَةَ النُّورِ من عِشْقٍ يُراوِدُني
يا نفْحةً من هوًى ما عاد مِغْداقا/

يا نجْمةً في ليالي البرْدِ ساريةً
هيّا أضيئي بليْل الحزْنِ آفاقا/

يا نسْمةً في أصيلٍ نافحٍ عَبَقا
هُبِّي عليْه بنفْحِ الشّوْق خفّاقا /

يا غيْمةً أمْطري رَوْض الحبيبِ شذًا
منْ غصْن  شوْقي فيجْني منْه أعْذاقا /

يا دَمْعةً من ندًى في جفْن سوْسنةٍ
قولي له انَّ دمْعي ماهَ دفَّاقا /

يا جمْرةً من لهيبِ الشَّمْسِ حارقةً
قولي لهُ إن شوْقي صار حرَّاقا/

يا زهْرةَ الحُبِّ صُوغي صبْوتي قُطُفاً
مَنْضُودةً في سِلال الشّوق أطْوَاقا/

قُولي لهُ إنَّ نبْضي بالجَوى ثَمِلٌ
قولي لهُ إنَّ صدْرَ الصَّبْرِ قدْ ضاقا/

        ^^^^^^^^^^^^^^^^^^
هلْ يا تُرَى ذاتَ ذكْرى أو جَنَى نَدَمٍ
منْ نبْعِ صَبْوتهِ أقْتاتُ تِرْياقا؟/

هل سوْف تُزْهِرُ في الأضْلاع زَنْبقةٌ
تهْفو بعشْقٍ و لوْ (أضْناهُ ما لاقى)/

منْ يا تُرى كلَّ هذاالشوقِ أمْنحُهُ؟
هلْ بُهْرةٌ من ضياءٍ هلَّ إشْراقا؟/

أمْ نفحةٌ منْ عبيرٍ منْ جنَى زمَنٍ
قد ضوَّعتْهُ المُنى فاخْتالَ أعْناقا؟/

أم جنَّةٌ من رياض الوَصْل أخْلقُها
من نسْج أخْيلَتي  عِشْقًا و أشْواقا؟/

أشْواقُ عاشقةٍ..أَلْغازُ أسْئلةٍ
في عتْمةٍ منْ دُجًى..ترْتادُ أنْفاقا /

و القلْبُ يصْدحُ بالأشْواق في وَلَهٍ:
رغْم النّوى و الجَوى فلنبْقَ عُشَّاقا./.

         (سعيدة باش طبجي- تونس)

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...