الجمعة، 23 مارس 2018

الشاعر ياسر فايز المحمد ... أُمَّاهُ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:  قصيدة أهديها إلى أمي  وكل أمهات العالم على البحر الكامل بعنوان : ( أُمَّاهُ) وهي مجاراة لقصيدة الشاعر المرحوم أحمد شوقي التي يقول في أحد أبياتها:
الأُمُّ مدرسةٌ إذا أعْدَدتَها
أعددتَ شَعباً طَيِّبَ الأعراقِ

... أرجو أن تنال رضى ذائقتكم...

(أُمَّاهُ ) وانداحَ الحَنينُ حَمائِماً
لَمَّا رَنَوتِ بِنَظْرَةِ الإِشفاقِ

وَبَعَثْتِ قَلْبَكِ سَكبَةً مِنْ رَحْمةٍ
أَهْدَتْ لِسُقمي أَنْجَعَ التِّرياقِ

وَعَبَرْتِ رُوحي نَسْمَةً مِنْ جَنَّةٍ
نَفَحَتْ أَريجاً مِنْ شَذاً عَبَّاقِ

فَجَرتْ كَنَهرٍ في يَباسِ حَدائقي
واخْضَوضَرَتْ مُزدانةً أوْراقي

فَلَثَمْتُ كَفَّكِ أَرتَجي نَيْلَ الرِّضى
وَأَطيعُ فيكِ أَوامِرَ الخَلاَّقِ

وَحَضَنْتُ طُهْرَكِ عَلَّني أحْسو المُنى
وَأَحوزُ جَنْياً وافرَ الإِِغْداقِ

فَتَضَّمَخَتْ بِحَنانِ قَلْبِكِ مُهْجَتي
وحَسِبْتُني ثَمِلاً بِغَيرِ عَتاقِ

وَنَظَرتُ في وَجهٍ تَعَمَّدَ بالنَّدى
طَلقِ المُحَيَّا فائِقِ الإِشْراقِ

أَغْضَيْتُ طَرفي مِنْ جَلالِ بَهائِهِ
أَطرَقْتُ رَأسي أَيَّما إطراقٍ

يا واحةً للرُّوحِ في زَمنِ الخَنا
تُجلي هُمومي عِندَ كُلِّ عِناقِ

يا غَيمةً ثَمِلَ الرَّبيعُ بِجودِها
و بمائها ونَميرهِ الرَّقراقِ

يامَنْ جَرَعتِ الصَّبرَ كَي يَحلو لنا
عُمرٌ تَبَدَّى في لذيذِ مَذاقِ

وَجَعَلْتِ جُرحَكِ بَلْسَماً نَشفى بِهِ
جُرحُ الأُمومَةِ للبُنُوَّةِ راقي

وسَهِرتِ لَيلَكِ كَيْ تَنامَ جُفونُنا
وَأَعَرْتِ جَفْنَكِ للكَرى المَذَّاقِ

وَسَكَبْتِ دَمعَكِ حينَ داهَمَنا الأسى
نَهَراً يُغازِلُ حُرقَةَ الآماقِ

وَشَدَوتِ أَلحانَ المواجِعِ زَفرةً
وَوَأَدْتِها بِكوامِنِ الأَعماقِ

وَرَسَمْتِ وَجْهَكِ بَسْمةً مِنْ سَوسَنٍ
خَبَّأتِ فيها كَبوةَ الإرهاقِ

كَيما تُضاءَ دُروبُنا يا شَمعةً
وَتَفِرَّ عَنَّا عَتْمَةُ الإِخْفاقِ

وَتَزورَ أَطيافُ السَّعادةِ بَيْتَنا
نَنْأى بِها عَنْ رِبقةِ الإملاقِ

لَكِ في نَقاءِ الفَجرِ نَجوى سُبْحَةٍ
عَرَجَتْ كنورٍ نَحوَ سَبعِ طِباقِ

وَرَفَعتِ كَفَّكِ للسَّما بِتَبَتُّلٍ
والدَّمعُ يفضَحُ لاعِجَ الأَشواقِ

وَجَعَلْتِ مِنْ  سُوَرِ الدُّعاءِ عَنادِلاً
فَتَصاعَدتْ  تَسري كسَرْيِ بُراقِ

ناجَيْتِ رَبَّكِ كَي يَصونَ بُيوتَنا
وَحُقولَنا مِنْ جَذوةِ الإحراقِ

وَنُفوسَنا وَعُقولَنا وَضميرَنا
مِنْ أَنْ تُجَنْدَلَ في غِمارِ نِفاقِ

وَزَرَعتِ فينا يا عَفيفَةُ طُهرَنا
وعُهودُنا كالطَّوقِ في الأَعناقِ

عَلَّمِتِنا أَنَّ المَحَبَّةَ دينُنا
نَسْمو بها كالنَّجمِ في الآفاقِ

لَكِ في البلادِ شَقائقٌ مَحزونَةٌ
تَحكي الذي تَشكينَهُ وَتُلاقي

كَمْ  زفرةٍ أطلقْنَ في جُنحِ الدُّجى
ممزوجةٍ في دَمعةٍ مِهراقِ

أَرْسَلْنَها للقاطِنينَ بِغُربةٍ
حَمَّلْنَها في جُعبةِ الأَحْداقِ

طارَتْ كَسِربٍ مِنْ يَمامِ تَوَجُّدٍ
وَتَبَخَّرَتْ مِنْ وَهجِها الحَرَّاقِ

(أُمَّاهُ ) مازالَتْ بِعَيْني صورةٌ
عَنْ طِفْلِكِ التَّوَّاقِ للإِعتاقِ

حَمَّلْتِهِ مُذْ كانَ يَحلُمُ بالدُّمى
ثِقْلَ العُهودِ وَ عُروَةَ الميثاقِ

أَرضَعتهِ ( أُمَّاهُ) مِنْ ثَديِ الوفا
لَبَناً زُلالاً خالِصَ الأَعراقِ

لَكِ مِنْ فُؤادي أَلفُ غُصْنٍ أَخْضَرٍ
مُتَوَشِّحٍ في بُردَةِ الإيراقِ

فلأَنْتِ عُمري  واكتمالُ سَعادَتي
وَلأَنْتِ هذا النُّورُ في أَحداقي

أَنا ماكَتَبْتُ الشِّعرَ لولا دَفْقَةٌ
مِنْ حُبِّكِ المُنسابِ في أَوراقي

...ياسر فايز المحمد...سوريا-حماة......
الخميس٢٢/٣/٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...