الى صديق كان له موقف نبيل وهو في الأردن "محمد سليمان الطراونة ( ابو ابراهيم)"
ما إنْ أُبالي بقلبٍ أو بما افَتقَدا . . . ولا أبالي بما كتَّمتُهُ فَبَدا
فإنما الحـبُّ إنْ يَسْلُكْهُ ذو شَغَفٍ . . . يَلْقَ التواصُلَ نهجاً قلَّما وُرِدا
ولستُ أولَ مَـن تُفشـى سرائرُهُ . . . ولستُ أولَ مَن في الحبِّ قد سَهِدا
إنَّ التي سَكَنَتْ في القلبِ ما تركَتْ . . . مِن بعد هِجْرَتِها حَبْلاً ولا وَتَدا
ولا أقامَـتْ بوعدٍ بالذي وَعَدَتْ . . . حتى تيقَّنتُ خُلفاً كل مَن وَعَدا
فكدتُ مِـن لوعةٍ لا شيءَ آمُلُهُ . . . وأصبح السَّعدُ بَعْدَ الوصلِ مُبتعدا
وقلَّبَتْني صُـروفُ الدهـر تقتُلُني . . . وضاقت الأرضُ في دربٍ لها ومَدى
لكنَّني بعدما قد ذُقتُ مِن شَجَنٍ . . . وجدتُ في الناس شخصاً قلَّما وُجِدا
سَمْحاً إذا ضاقت الأنفاسُ عن بَشَرٍ . . . عَدْلاً إذا ناطقٌ بالصدقِ قد نَفِدا
فليس يسلك ما يؤذي الورى طُرُقاً . . . وليس يرغب أن يلقى الورى نَكِدا
حُيّيـتَ تُبدي أبا ابراهيم مـا أَدَبي . . . حتى بَدَوتَ لِغيري أنتَ مُنتقِدا
رأيـتُ غـيرَك يخفي فضلَ صاحِبِهِ . . . وإنْ تَحَدَّثَ عن أفضالِهِ اقتصَدا
لكنْ وجـدتُكَ فـوقَ الناس مَنزلةً . . . فلا تُبالي لِرشدٍ إنْ تُنِلْ رَشَدا
أرى البشاشةَ أنّى رُحْـتَ ذاهـبةً . . . والبِشْرَ إنْ غِبتَ ما مُستصحِباً أَحَدا
فما الرجالُ سوى مَنْ طابَ ذِكرُهُمُ . . . وعَزَّ طبعٌ لَهُمْ في الجود وانفَرَدا
لولا الكرامُ لَمَا طابَ الزمانُ وما . . . ظَنَنْتُ في الناس شخصاً طيِّباً أبدا
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
عمان-1999
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق